كم استغرق من الوقت فتح المغرب ؟
استغرق الفتح الإسلامي لبلاد المغرب أكثر من نصف قرن أي مدة من سنة 50 إلى 70 سنة تقريبا. مقارنة بما استغرقت الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام و مصر و العراق و بلاد فارس التي تمت في ظرف وجيز وعلى إثر معارك حاسمة. ويعود استغراق الفتح الاسلامي لبلاد المغرب مدة زمنية طويلة ذلك لعدة أسباب منها :
اسباب استغرق بسببها الفتح الإسلامي لبلاد المغرب مدة سبعين سنة
بعد المنطقة عن مركز الدولة الإسلامية سواء كان المدينة أول دمشق عاصمة الخلافة الأموية، و طول المسافة بين القطرين كان يوثر على وصول الإمدادات العسكرية إلى المكان في الوقت المناسب.
عدم معرفة العرب المسلمين المسبقة بالمنطقة حيث أن العرب لم يزوروا المغرب من قبل، الشيء الذي كان يتطلب تقدما حذرا فيها.
اتساع مساحة المنطقة من الناحية الجغرافية، واختلاف تضاريسها عما ألفه العرب المسلمون في حروبهم ، خاصة وجود السلاسل الجبلية. كما أن الحصان العربي ألف أرضية منبسطة للجري و لا يألف تضاريس أخرى .
عدم وجود حكم مركزي للمغرب ، ووجود قبائل البربر متفرقة ومستقلة، فقد كان لزاما على الجيش الفاتح أن يمشط المنطقة ويخضع كل قبيلة على حدة، و أن هذا استغرق وقتا طويلا.
وجود سلسلة من الحصون والمواقع البيزنطية المنيعة بالساحل منطقة المغرب ، مما تطلب جهودا كبيرة لإخضاعها. ووصول دعم بحري للروم بين الحين والآخر.
تزامن كثير من مراحل الفتح مع فتوحات أخرى في المشرق، أو مع فتن داخلية مثل الفتنة الكبرى عهد الخليفة علي بين سنة 36 و 41 هـ، وثورة عبد الله بن الزبير على الخليفة الأموي ، وحروب الخوارج، مما كان يودي على تعثر تقدم الجيش الإسلامي.
تجنيد أعداد محدودة من الجيوش في الفتح، وأكبر عدد تم تجنيده في فتح بلاد المغرب هو 40000 جندي أيام حسان بن النعمان في مواجهة ديهيا الملقبة بالكاهنة، بينما كانت الأعداد من قبل دون ذلك بكثير.
التحالف بين الروم البيزنطيين والقبائل الأمازيغية لمحاربة المسلمين، وارتداد بعض القبائل الأمازيغية كلما شعرت بابتعاد المسلمين، مما كان يتطلب غزوها مرة أخرى. حيث أن ابن خلدون ذكر أن القبائل البربرية ارتدوا 12 مرة.
نتائج الفتح الإسلامي لبلاد المغرب :
يمكن تلخيص النتائج التي تمخضت عن من الفتوحات في بلاد المغرب فيما يلي :
- التمكن التدريجي من فتح أقاليم المنطقة واحدا تلو الآخر. واكتساب الخبرة الكافية في الانتصار في الحروب ضد الروم برا وبحرا.
- اقتناع الكثير من القبائل الأمازيغية بالدخول في الإسلام. وتوظيف أبنائها في عمليات متابعة الفتح.
- بداية الاستقرار العربي خاصة بالقيروان و تونس وباقي مدن إفريقية.
- استقرار الإدراة العربية، ودخول اللغة العربية كلغة للإدارة.
- نشر الثقافة الإسلامية عن طريق العديد من الفقهاء، وبداية انتشار اللغة العربية كلغة للدين الجديد.
أحمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول
محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.
احمد عزاوي - مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي , الجزء الأول , الطبعة الثالثة , rabat net maroc , الرباط , 2012.
- حركات إبراهيم، المغرب عبر التاريخ، الجزء الأول، نشر وتوزيع دار الرشاد الحديثة، الطبعة الثانية 1994.