مقتطف من المقال
لم يكن انفتاح المغرب على أوربا ولید القرن 19م، بل يعود إلى فترات قديمة من تاريخه، وفي هذا الصدد تخبرنا المصادر أن سيدي محمد بن عبد الله قد شجع من جديد التعامل مع أوربا عن طريق فتح موانئ جديدة وتنشيط حركة التجارة الخارجية. ومنذ انهزامه في معركة إيسلي سنة 1844 وتدشين سلسلة من الإصلاحات في میادین مختلفة انطلقت مسألة التنافس الأوربي حول احتلال قصد السبق والحصول على امتيازات داخل المغرب. وبطبيعة الحال رافق التنافس العسكري الدبلوماسي تنافس اقتصادي حيث سعت كل الدول الأوروبية إلى الحصول على امتيازات تيسر غزو السوق المغربية وتسهل استقرار التجار الأوروبيين.
ومنذ هذه الفترة شرعت الشركات الملاحية الأروبية في الاهتمام بالمغرب كمستعمرة مستقبلية أروبية وجعله محطة في طريقها إلى جنوب المحيط الأطلسي أو شرق البحر المتوسط. وفي هذا الإطار ربطت العديد من الشركات الملاحية بشكل منتظم نسبيا علاقات تجارية مع المغرب ومع مختلف دول المعمور. وهذا ما سنحاول رصده من خلال فحص التنافس الدبلوماسي البريطاني الفرنسي حول المغرب وتأثيره على العلاقات بين الشركات الملاحية الفرنسية البريطانية داخل المغرب.
تحميل مقال المغرب والملاحة الاوربية خلال النصف الثاني من القرن 19 pdf