ما يميز الإصلاح الديني في انجلترا أو ما يعرف بالإصلاح الأنجليكاني عن الإصلاحات الدينية في اوروبا كون ركائزه سیاسية تزعمها حاكم سياسي وليس مصلح دینی و هو هنري الثامن ملك انجلترا. فبعد أن لم تنجب الملكة الاسبانية كاترين لهنري الثامن، ابنا ذكرا يرث العرش،رغب هذا الأخير في تطليق زوجته هده ليتزوج ثانية، وطلب في ذلك موافقة الكنيسة إلا أن البابا عارض الأمر لان تعاليم الكنيسة تحرم ذلك، فما كان من العاهل الانجليزي الا ان ضرب بعرض الحائط تعاليم البابا فطلق زوجته وتزوج من أن بولین Anne Bolly سنة 1533 .واعتبر البابا الزواج باطلا، واصدر بحق الملك حرمانا كنسيا.
على اثر ذلك أعلن الملك الانجليزي عن عدم امتثاله وتقيده بسلطة البابا فوضع الكنيسة تحت سلطته. وقد ترتب عن ذلك نتائج ايجابية عن الجانب الاقتصادي حيث استفادت الخزينة الملكية من الضرائب التي كانت تستنزفها روما. ورغم قطعه العلاقة بالبابا ظل هنري الثامن مرتبطا بالكاثوليكية كمذهب،اد يجب الا ننسى انه اصدر سنة 1520 كتابا لدحض أفكار لوثر.أما البرلمان فاصدر قانونا يجعل من الملك الرئيس الأعلى الوحيد للكنيسة الانجليزية والحامي لها ولطبقة الرهبان.
ولم تلق هذه الإصلاحات رفضا من طرف الانجليز، إلا أن الانجليكانية عانت من منافسة المذاهب البروتستانتية اللوثرية والكالفينية. وبعد أن ألت الأمور إلى ماری تيودور ابنة هنري الثامن من زوجته الأولى ملبين 1563-1500 وكانت شديدة التعلق بروما والبابا ألغت سنة 1555 قانون السيادة ونكلت باتباع المذاهب الجديدة وبعد أن تقللت العرش الملكة اليزابيت ابنة هنري من زوجته أن بولین والتي استمر حكمها من 1558 إلى 1603، تمت إعادة قانون السيادة من جديد سنة - 159، وانفصلت الكنيسة الإنجليزية من جديد عن روما.زنی منة 1563 تم وضع قانون جديد لتنظيم الوضع الديني، وتم تلبيس الكنيسة الانجليكانية وهي كثوليكية في شكلها وبروتستانتية في روحها.
تاريخ عصر النهضة الاوربية - د. نورالدين حاطوم