أطروحة براهيمي فوزية شعر السجون في الأندلس pdf
مقتطف من البحث شعر السجون في الأندلس
''لقد عرفت العصور القديمة ظاهرة سجن المثقفين و العلماء، و ما شد انتباهي أكثر في هذه الظاهر، هو سجن الأدباء و علاقة السجن بالإبداع الفني، و من خلال المطالعة تأكد لدي أن أدب السجون في الأدب العربي القديم يمثل واقعا متميزا ينفرد بمعطيات و سمات خاصة
إن وجود السجون منذ القدم دليل قوي على أنها ظاهرة عامة لها تجلياتها و خصوصياتها و عندما أمعنت النظر في الموضوع تأكد لدي أنها حقا ظاهرة متميزة تستحق دراسة خاصة لما عرفته الأندلس من أحداث سياسية و تاريخية خطيرة تمثلت في كثرة الفتن و الثورات و الحروب.
و لما لاحظت أن الشاعر تعرض إلى السجن أكثر من الأسر أثبتت كلمة السجون في العنوان من باب إطلاق الجزء على الكل، و قد اخترت الشعر الأندلسي الذي نشأ في ظروف خاصة، و تطرقت إلى مختلف عصوره السياسية، إلا أنني ركزت على شعر السجون في عصر الفتنة مع بداية القرن الخامس الهجري، لما تعرض له الشاعر من محن و خطوب في هذه الحقبة التاريخية، و تناولت الموضوع من زاوية دلالة شعر السجون، و ما توحي إليه لفظة الأندلس من أبعاد زمانية و مكانية تحدد الإطار الجغرافي و التاريخي لنوع الشعر الذي أنا بصدد دراسته، و ما حفزني أكثر لدراسة شعر السجون في الأندلس أنه موضوع قلت الدراسة فيه من جهة، مما جعله يتسم بالجدة و الطرافة إلى حد ما، و من جهة أخرى كان يعكس حدثا تاريخيا مهما...
ومن الشعراء الذين لم يشتكوا من الفقر والحاجة الشاعر الفقيه أبي قاسم بن الجد الذي كان في عهد المعتصم الذي تولى وزارة نجله يزيد الراضي. وقد ذكر ابن بسام هذا الشاعر في قوله: عفاف العيش رزقه ".
من الشعراء الأندلسيين الذين عاشوا حياة رفاهية أبو بكر بن ملح ، قال عنه ابن بسام: "هو من بيت الأصالة وعظمة جلالته". كما عرف الشاعر ابن زيدون منذ صغره حياة الرفاهية ، حيث "كان والده فقيه وعلماء قرطبة ، ووالدته ابنة القاضي بن سعيد القيسي. وعلى يد أستاذه أبو بكر مسلم بن أحمد النحوي ، كان العقل المدبر والمستشار لاثنتين من أكبر ولايات الطوائف ، وهما ولاية بني جهور في قرطبة وولاية بني عباد في إشبيلية.
ومن خلال هذه الأمثلة التي ذكرناها يتضح لنا أن مستوى الحياة الاجتماعية للشاعر الأندلسي اختلف عن فئة فقيرة ، وأخرى فاخرة ، وأخرى تتأرجح بين الغنى تارة والفقر تارة أخرى ، حسب المتفاوتة. المستويات الاقتصادية.
وقد سادت ظاهرة المديح في العصر الأندلسي ، بشكل متفاوت من عصر إلى عصر ، والشاعر النبيل والغامض ، والأغنياء والفقراء ، ومعظم الشعراء الذين امتدحوا الملوك والأمراء وغيرهم من أصحاب الهيبة والسلطة. كانت متساوية في ذلك. رزق اولا ثم منصب من المناصب الرفيعة يعتمد عليها في الرزق في حياته.
ذاق عدد كبير من الشعراء بسبب الحروب والفتن وويلات البؤس ومرارة الجوع والحرمان ، لذلك دفع بعضهم بضروريات الحياة للاقتراب من أصحاب النفوذ والحكومة محسوبية في حياتهم. الهدايا.