تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد - د. إسماعيلي مولاي عبد الحميد العلوي pdf
العنوان : تاريخ وجدة وأنكاد في دوحة الأمجاد
المؤلف : د. إسماعيلي مولاي عبد الحميد العلوي
الناشر : مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء
الطبعة : الأولى سنة 1406 هـ / 1985 م
تحميل بصيغة pdf مجانا
مقتطف من الكتاب
إذا كانت بعض الحواضر التي شيدها الانسان في ظروف معينة من التاريخ البشري تحيط بنشأتها وتطورها هالة من الأساطير والغموض فندينة وجدة من بين المدن التي تكتنفها أوسع هالة من الاحتمالات والتخمينات سواء من حيث اسمها أو من حيث بدايتها ونموها العمراني .
فإذا أردنا أن نحلل مدلول اسمها نجد أنفسنا أمام مجموعة من الأسئلة والاستفسارات :
فهل كانت بالنسبة للقبائل العربية بمثابة موقع تأخذ فيه الحيطة وتنصب فيه الكائن الوجدات) للأعداء الذين يتربصون بها الدوائر ويطمعون في الخيرات الطبيعية التي كانت تزخر بها هذه البقعة من سهل أنجاد ؟
وإذن ، وباللغة الدارجة فكانت مدينتهم وأجدة تنتظر حملات القبائل الظاعنة حولها والتي كانت تفرض عليها خراجا سنويا معينا ونحسدها على الخيرات الفلاحية والمياه العذبة التي حباها الله بها . ويشاع بأن سلمان بن جرير الشماخ الذي اغتال المولى ادريس الأول في 792م حاصره مطاردوه في شرق المغرب على مقربة من نهر ملوية فوجد هناك أو بعبارة أخرى نصبوا له وجدة أي كمينا .
أم هل كانت قلعة محصنة للجيوش السلطانية التي كانت تراقب باستمرار حركات الجيوش المغيرة على هذه المنطقة طمعا في الاستيلاء على الاجزاء المغربية الأخرى ؟
ولذلك تعرضت خلال الأطوار التاريخية لعدة نكبات بسبب الصراعات السياسية أما بين رؤساء القبائل أو المتطلعين إلى كراسي الملك
الموحدون ، المرينيون، بنو زيان التلمسانيون ....) نظرا لموقعها الاستراتيجي والعسكري ونظرا أيضا لأهميتها في الميدان التجاري بحيث كانت قبلة للقوافل التجارية السائرة في المحورين الرئيسيين بين غرب المغرب (فاس ....) والمغرب الأوسط (شمال الجزائر الحالية) وبين الواحات الصحراوية والبحر المتوسط إذ كانت مرتبطة بميناء تابحريت القريب من العبدية الحالية .
فحسب الجغرافي أبو عبيد عبد الله البكري (ق 11م) كانت مدينة وجدة آنذاك تتكون من مجموعتين قويتين يحيط بكل واحدة منها سور ، إحداهما بناها الأمير علي بن بلغين في منتصف القرن الخامس الهجري (11م) والتي
كانت مركزا تجاريا كبيرا . أما القرية الثانية فيحتمل أن تكون تلك التي أسسها زیري بن عطية المغراوي في 994م في خضم صراعه مع المروانيين الأندلسيين على أرض البلاد المغربية .