مقال ملاحظات عامة حول التأليف الكولونيالي الاسباني المتعلق بالمغرب - بوبکر بوهادي pdf


الكولونيالية الكولونيالية وما بعد الكولونيالية الكولونيالية ويكيبيديا الكولونيالية والثورة الكولونيالية الجديدة الكولونيالية والثورة pdf الكولونيالية وما بعدها pdf الكولونيالية وما بعدها النقد الكولونيالي الاستيطان الكولونيالي الطراز الكولونيالي الاقتصاد الكولونيالي الطب الكولونيالي معنى الكولونيالي الفكر الكولونيالي الخطاب الكولونيالي نمط الانتاج الكولونيالي pdf

معلومات عن المقال

عنوان المقال:  ملاحظات عامة حول التأليف الكولونيالي الاسباني المتعلق بالمغرب
الكاتب :  بوبکر بوهادي
الناشر:  جامعة ابو شعيب الدكالي كلية الاداب و العلوم الانسانية بالجديدة


مقتطف من المقال

1-البحث عن مشروعية العمل الاستعماري :

لجأ أغلب أولئك المؤلفون إلى البحث عن مشروعية عمل اسبانيا الاستعماري، من خلال تركيزهم على ما كانوا يسمونه بالحقوق التاريخية لاسبانيا بالمغرب والمتمثلة في الروابط التاريخية بين البلدين وكذلك في المراكز التي تحتلها اسبانيا بشمال المغرب ـ سبتة ومليلية - وهذه الحقوق أصبحت تكتسي حسب زعم بعضهم قيما تاريخية كبيرة  ، لما كلف الحفاظ عليها من خسائر مادية وبشرية . كافية لاعطاء الدليل على مشروعيتها.

وإذا كانت حركة الاستفراق EL AFricanismo نفسها تتشبت وتدافع عن نفس تلك الحقوق، وتعتبرها كأساس لدخول إسبانيا ووجودها بالمغرب فإن العسكريين سيركزون بصفة ملحوظة على ما تم اكتسابه من تلك الحقوق بواسطة الغزو والعمل الحربي، لذلك ستعطي كتاباتهم أهمية كبيرة لحرب تطوان أو ما تسميه الاسطوغرافيا الاسبانية بحرب افريقيا واعتبارها المنطلق الأساسي لتغلغل اسبانيا داخل المغرب. وعموما فإن الخطاب الذي تبنته الكتابات العسكرية يقوم على أساس التركيز على الفعل العسكري، نظرا لطبيعة مؤلفيها الذين اعتقدوا دائما أن ذلك العمل هو الكفيل بتحقيق طموحات إسبانيا الاستعمارية، وتثبيت حقوقها التاريخية بالمغرب وبواعث وأسباب هذا الخطاب تكمن فيما كان يشعر به الجيش الاسباني الذي ينتمي إليه أصحاب هذه الكتابات من خيبة أمل وشعور بالأحباط من جراء فشل إسبانيا في الحفاظ على مكتسباتها الاستعمارية في كوبا والفلبين في وقت تضاعفت خلاله مكتسبات القوى الأوربية المنافسة لها في المغرب. إن إثارة الحديث عن الحقوق والمكتسبات التاريخية والاحتماء وراء خطاب 

يدعو ويقوم على العمل العسكري، كما تبلور في هذا الصنف من الكتابات، يعكس، يعكس بوضوح ضعف إسبانيا وعدم قدرتها على بلورة عمل استعماري كبير، لغياب بنيات اقتصادية متطورة، قادرة على خلق ظروف وحوافز مشجعة لذلك العمل، هذا إلى جانب ضآلة النفود الذي ميز حضورها وسط المحافل الأوربية عندما كان الأمر يتعلق بقضية المغرب وتضارب المصالح الاستعمارية حوله.

2 - جهل الكتابات العسكرية لحقيقة الأوضاع بالمغرب :

إذا كان تجاهل الكتابات الكولونيالية لحقيقة الأوضاع بالمغرب وتشويهها، أمر يبرره العمل الاستعماري نفسه، فإن التصورات التي بلورتها بعض الكتابات العسكرية الاسبانية حول مختلف أوضاع منطقة الشمال، تنم عن جهل حقيقي بتلك الأوضاع، لدرجة تجعل القارىء لتلك الكتابات أمام واقع لا يوجد إلا في مخيلة أصحابها. فالمعلومات التي تداولتها حول منطقة النفود الاسباني تبين جهلا واضحا لحدودها ومساحتها، حيث تتفاوت الأرقام وتتضارب حسب كل مؤلف . وأغلب تلك المعلومات كان مصدرها المناطق التي نجحوا في التوغل داخلها لا سيما بالجهة الغربية فانطلاقا من معطياتها الجغرافية والاقتصادية المغربية نسبيا، قام بعض أولئك المؤلفون بتعميم عينوه هناك على بقية منطقة حمايتهم التي استعصت عليهم نتيجة المقاومة المستميتة لسكان قبائلها، لذلك جاء وصفهم ينطوي على مبالغة كبيرة، توحي بغنى المنطقة وتعدد مواردها. لكن هذا لا يلغي في بعض الاحيان تعمد تلك المبالغة والمغالات في وصف المنطقة من أجل إثارة شهية الرأي العام الاسباني الذي كان يعادي العمل الاستعماري وحفزه على تشجيعه، وأيضا للرد على بعض المناهضين لذلك العمل بحجة فقر المنطقة وضعف
مواردها.
وستظهر الكتابات التي جاءت بعد هذه المرحلة، وبعدما أتيحت الفرصة للتعرف الشامل على المنطقة والسيطرة عليها والقضاء على مقاومة قبائلها، أن ما جاء في كتابات العسكريين هي مغالطات فرضتها عزلتهم وحلمهم بمنطقة أكثر
غنى ورفاهية.


وسوف نلمس نفس الجهل والمغالطات فيما يخص تناول المظاهر الاجتماعية والسياسية للمنطقة، فمقاربة السكان من خلال واقعهم القبلي كانت مقاربة ضعيفة، لم تستوعب بعد التقسيم القبلي للمنطقة، وضبط القبائل وتصنيفها حسب المجموعات وانتشارها على مجالها الجغرافي.

أما الصورة التي حاولت رسمها لسكان المنطقة فهي عموما تنطوي على تشويه واضح، حيث يميزها التطاحن والفوضى وتلخص لنا كلمة مورو التي كان يتم استعمالها لنعت أولئك السكان ما سبق ذكره من تشويه لما أعطي لتلك الكلمة من مذلول تحقيري يفيد الهمجية والتوحش لكن هذا لم يمنع بعض المؤلفين من تجاوز هذا النعث باستعمال كلمة أهالي Indigenas غير أن تسمية المغاربة سوف لن تظهر إلا في مرحلة لاحقة كما سنبين ذلك. أما على المستوى السياسي فبالرغم من اعتراف الكتابات العسكرية بالمؤسسة المخزنية وبوجود السلطان على رأسها فقد تم اعتبارها مؤسسة طفيلية قائمة على الجور والتعسف وتزيد من اضطراب حياة السكان عوض ضمان الامن والحماية لهم ، وهو ما سيحققه المخزن بإضفاء صورة الجهاز المتكامل عليه، لما تحظى به سلطته من احترام وطاعة السكان.





تعليقات