تحميل كتاب تجار الصويرة دانييل شروتر pdf
المؤلف : دانييل شروتر
تعريب : خالد بن الصغير
الناشر : كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط
الطبعة : الأولى - 1997م
عدد الصفحات : 491
مدينة الصويرة، التي يعرفها الأوربيون أكثر ما يعرفونها بأسم موكادور، هي اليوم مدينة صيد هادئة، بطيئة، منقطعة نسبيا عن العالم. وما زال معظم سكانها يقيمون في المدينة القديمة، ذلك المجال المحاط بالأسوار التي شكلت حدودها فيما مضى، وتبدو غرابة المدينة اليوم مغايرة لمكانتها السابقة التي تتمثل في كونها مرسی سلطانيا. فهذا ما زالت تنطق به أسوارها الهائلة وصفوف المدافع المصوبة إلى خارجها برا وعرة. لقد كانت موگادور، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من الأماكن القليلة التي كان التجار والبحارة والمغامرون الأجانب يعرفونها على طول الساحل الشمالي الأفريقي (الذي كان الأوربيون يسمونه «ساحل بلاد البربر»). وكانت شهرتها تضاهي شهرة الجزائر وتونس وطرابلس .
كانت الصويرة أكثر مراسي المغرب نشاطأ من سبعينيات القرن الثامن عشر حتى سبعينيات القرن التاسع عشر. وتتناول هذه الدراسة تاريخ الصويرة بدءا من مسمئة 1844، وهي أوج ازدهار المدينة بصفتها مرسی دولية.
ويسجل هذان التاريخان حدثين حاسمين في التاريخ المغربي وفي حياة الصويرة. ففي سنة 1844، قذف الأسطول الفرنسي المدينة بالقنابل، وكان ذلك عملية عقابية لردع المغرب عن التعامل مرة أخرى مع حركة المقاومة الجزائرية على حدودها الغربية. ومنذ ذلك التاريخ، كان على المغرب أن يقر بأن التدخل الأجنبي عامل رئيس في حياة البلد.
وفي سنة 1886، ذهب السلطان مولاي الحسن في حركة إلى منطقة سوس، جنوب غرب المغرب، التاكيد السيادة المغربية على بعض المناطق النائية من البلاد. وكان ذلك آخر مجهود بذله المخزن المركزي ليبرهن للأوربيين والقبائل الخارجة عن طوعه في الجنوب على أن المرمى السلطاني في الصويرة، وهي مدينة كان يراقبها موظفو الجمارك المخزنيون مراقبة صارمة، هو مرسی تجارة الجنوب.