معلومات عن كتاب تاريخ وفنون الشاوية
تاريخ وفنون الشاوية - الملتقى الثاني لفنون الشاوية
سطات - 1990 م
تقديم : وزير الثقافة محمد بن عيسى
إعداد : محمد الزين
عدد الصفحات : 67
مقتطف من كتاب تاريخ وفنون الشاوية
إن المغرب الأقصى عرف العصور ما قبل التاريخية كلها ولا مجال للاتيان بحجج، فالنتائج الحضرية أثبتت ذلك وما تزال ومن ذلك تخلص إلى أن التجربة الاجتماعية لدى الشعوب العريقة كفيلة بأن تجعل الطقوس الروحية تختلف في المعنى ممايزة لبعضها في المبنى خاصة لما كان الغناء همهمة ودندنة تحاول إجلاء الغامض والاتصال بالمقدس المعبود ثم تحولت الى رقص تعبيري يحاكي العوامل الطبيعية والمقدسة لديهم من الحيوانات حتى يقال ان سكان السلاسل الأطلسية قدموا قرابين مصاحبة لتحريك الخاصرة والبطن والأكتاف والرؤوس ان نشوء الغناء والرقص في أعرق جهات العالم تاريخا ولا أقدم من بلاد ما بين النهرين ومصر في موروثنا التاريخي لم يكن إلا أداة للاتصال بالآلة «تهاليل الزكورات في العراق ورقصات الفراعنة في الهياكل، وما آل في بلاد الاغريف من غناء ورقص وتصفيف مسرحي كلها كانت تصب في جداول التصفيف الميتولوجي الذي رقى بالخيال الاغريقي الخصب الى ذروة البيان.
والذي آل إلى أروبا الوسطى والغربية عصر الانبعاث لم يكن إلا صورة من صور التأثير البعيد المدى من مفاهيم كانت غيبة أضفى عليها الزمان حلته فأصبحت ذات قالب اجتماعي وسياسي.
والأكيد أن رقصات الأحواش والأحيدوس والهيث والعلاوي وما شاكلها هي رقص أساس افرازات لعقائد مختلفة اتخذته خطابا غيبيا موجها لأية قوى إنتبه اليها الانسان المغربي واعتبرها متحكمة في الحياة.
فابتكر أدوات كثيرة أغانته على توجيه الخطاب إليها اما رقصا أو غناء حيث أن الرقص التراثي المغربي لا يمكن أن يكون تظاهرة جسمانية فقط، إذا اعتبرنا أولا الانضباط وتنظيم الصفوف وقوة الايقاع وتطوره وسمة الجلال التي تسم الرقصات بالاضافة إلى طقوس الأحواشات والأحيدوسات التي لا تكتمل إلا برفع البصر إلى السماء بين الفينة والأخرى، أو بحركة دائرية تشير الى الوقت والزمان في اغناءات مبالغ فيها أو تصفيقات بالأيدي وتوقيعات بالأرجل وفي ذلك استلفات للأرواح. وعلى بعد مرمى حجر من المغرب، ولدى كثير من الشعوب الأفريقية يؤدى الرقص بهذا المفهوم الوضعي، فالرقصات في ساحل العاج دعوات للإلاه (كيكبلان) وهو إلاه كل شيء، وفي زايير رقصة الحرب استدعاء لإلاه القوة قبل الحرب، وفي افريقيا الوسطى كل الرقصات لإلاه (أنداكولا إلاه الخير في نيجريا للإلاه (شاكو) إلاه البرق والرعد وهكذا.
ويحكي سكان غينيا الاستوائية أن طفلا صغيرا رأى هاتفا زائرا علمه الرقص وأمره بتعليم ذلك لكل القبائل حتى يكون الرقص لغة عبادة توحد بينها. إن المغربي كون خلال تطور ابداعاته نسقا ميتولوجيا متكاملا عبر عنه بالتظاهرة الجسمانية الرشيقة فلم يصلنا منه أي شيء وهو رأي مقبول لأسباب أهمها :
- بلوغ الاسلام الى المنطقة.
- تعاقب الفتحين وسهولة الاتصال بالرغم من العوائق المرفولوجية.
- قيام الدول العظمي على أساس الرباط وأهمها في ذلك دولة المرابطين التي قطعت دابر الوثنية ثم قيام الدولة الموحدية على التوحيد واستمرار الدولة التي تلت على الفتح والجهات متخذة الاسلام الديانة الوحيدة للدولة.
والاسلام لم يأت فجا بل جاء باللغة والعادات والحصيلة الحضرية التي ترعرعت في الشرق وأسدلت الستار عن كثير من الموروث الميتولوجي هناك حاملة الآلات الكامنة من أجل صرف النظر عن ما هو وضعي مقدمة البديل. ومع ذلك التقادم بقي الابداع الموروث دون معنى إلا أن يعبر عن ما فوق واقع (سريالي) حال رشيق يراد به أغراض أخرى كإثبات الجدوى والفعالية والفرحة والاستنفار والدود عن الحياط. هذه فدلكة طويلة يراد منها إثبات أساس لموضوع صعب تناوله بسبب امتداد المسالك...
يدخل كتاب تاريخ وفنون الشاوية - الملتقى الثاني لفنون الشاوية ضمن اهتمام المفكرين والباحثين في مجال التاريخ، حيث يقع كتاب تاريخ وفنون الشاوية - الملتقى الثاني لفنون الشاوية ضمن تخصص علوم التاريخ والتخصصات الاجتماعية الأخرى ذات الصلة. يمكنك تحميل .تاريخ وفنون الشاوية - الملتقى الثاني لفنون الشاوية pdf مجانا تحميل مباشر في موقع تاريخ و حضارة المغرب ، كتاب تاريخ وفنون الشاوية - الملتقى الثاني لفنون الشاوية pdf هو كتاب من تقديم تقديم : وزير الثقافة محمد بن عيسى إعداد : محمد الزين على صيغة الكترونية يعمل في موبايل أندرويد و للتابلت وأيفون والكمبيوتر وللكندل تحميل مجاني ،.يمكنك تحميله برابط مباشر فقط إضغط على زر "تحميل " وسيتم التحميل .
