ثقافة الطعام و تنوع خطاباتها في زمن المجاعات : المغرب و الأندلس من القرن 6 حتى القرن 8 ه /1412م نموذجا pdf

 مقال ثقافة الطعام و تنوع خطاباتها في زمن المجاعات : المغرب و الأندلس من القرن 6 حتى القرن 8 ه /1412م نموذجا pdf

تقديم الكتاب

تشكل المجاعة مفترقا بين زمنين الزمن العادي والمألوف، والزمن الشاة والمتوتر. وبين الزمنين تتباين ثقافة الطعام وتتنوع الخطابات التي تفرزها، كما تختلف المادة المصدرية التي تؤرخ للنظام الغذائي في الزمنين، فإذا كانت كنب الجغرافيا و أدب الرحلات تمد الباحث بمنون تصية تسمح بكشف النقاب عن مجموعة من الأطعمة المألوفة والمتداولة في العديد من مدن وقرى الغرب الإسلامي خلال الفترات العادية، وإذا كانت الأكلات التي تزخر ما كتب الطبخ تمثل ثروة ثقافية في مجال الطعام على حد تعبير "بروديل"، فإن فترات المجاعات الدورية التي عصفت بالغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط، أحدثت تحولا في منظومة الغذاء بسبب الخلل الذي عادة ما يصيب وتيرة التوازن بين عدد السكان وموارد التغذية، مما يدفع الناس إلى محاولة إيجاد إيقاع يستجيب لمستجدات نظام غذائي خارج عن العادة والمألوف من أجل خلق توازن بيولوجي ونفساني. ويتمخض عن هذا التحول في السلوك الغذائي خطابات جديدة في ثقافة الطعام تمنح نحو التكيف مع أذواق غذائية تكون أحيانا مستهجنة في مشهد القيم المتداولة وأحيانا تنفلت من مساحة المحرم إلى المياح، فتصبح غير مؤطرة بالمرجعية الدينية أو حتى خاضعة للقيم الاجتماعية والجمالية والدرقية، وهو ما تنطق به كتب النوازل التي جسدته في صورة إشكالات فقهية معقدة، وفتاوى ابتكرت خطابات جديدة في منظورها للطعام

ثفافة الطعام و تنوع خطاباتها في زمن المجاعات : المغرب و الأندلس من القرن 6 حتى القرن 8 ه /1412م نموذجا pdf


تعليقات