ترجع أصول العثمانيين إلى أحد عشائر أتراك الغز أو "الأوغوز" وهي عشيرة "قايي" التركية ، كانت تستوطن في منطقة ما وراء النهر التي تسمى اليوم تركستان، وقد كان مجال تحرك الأتراك يمتد من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقا إلى بحر الخزر "قزوين" غربا، ومن السهول السيبرية شمالا إلى شبه القارة الهندية وفارس جنوبا.
وقد تحركت القبائل التركية منذ النصف الثاني من القرن السادس الميلادي من موطنها الأصلي نحو آسيا الصغرى في هجرات ضخمة. ومن أبرز الأسباب التي كان وراء هجرات القبائل:
- العامل الاقتصادي والديمغرافي، حيث توالت على المنطقة سنوات الجفاف، ثم نظرا لكثرة النسل، وهو ما جعلها تبحث عن مجال يوفر الكلاء والمراعي.
- الضغوط التي مارستها القبائل المغولية التي أجبرتها على الرحيل لتبحث عن مواطن أخرى وعن الأمن والاستقرار.
غير أن النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي سيعرف أحداث حاسمة نتج عنها تغيير جدري في الأوضاع الجغرافية والسياسية لمنطقة أسيا الصغرى، وتتجلى في اكتساح المغول لمنطقة الشرق الأدنى وصولا إلى قيصرية في آسيا الصغرى، وقد بسط المغول هيمنة سياسية على دولة سلاجقة الروم في الشطر الغربي من الأناضول.
لقد أجبرت تلك الأحداث سليمان شاه والد أرطغرل وجد عثمان الأول أن يهاجر في عام 617 ه/ 1220 م مع قبيلته إلى بلاد الأناضول فاستقر في مدينة اخلاط .
ويستفاد من الكتابات التاريخية أن عشيرة قايي التركية تركت منطقة خلاط حوالي 1299 م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة بفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي، وزحفت إلى حوض نهر دجلة.
وقد توفي سليمان شاه والد أرطغرل غرقا بعد اجتيازه النهر سنة 1230 م، فترأس العشيرة ابنه ارطغرل الذي ارتحل بعشيرته إلى أرزنجار، وكانت هذه المدينة تشهد قتالا بين السلاجقة والخوارزميين، وقد ساند أرطغرل القوات السلجوقية، فكافأه السلطان السلجوقي علاء الدين سلطان قونية بأن أقطعه عدة أراض ي وأقاليم خاصة بعدما ظل يعتمد عليه في صد هجمات البيزنطيين والمغول، وكان أهم ما أقطعه منطقة في أقصى الشمال الغربي من الأناضول على الحدود البيزنطية في المنطقة المعروفة بسكود حول "اسكي شهر" حيث بدأت العشيرة تعرف وضعية جديدة وهي "الإمارة الحدودية" و التي ستتحول فيما بعد الى امبراطورية كبيرة.
- خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، ترجمة محمد الأرناؤوط دار المدار الإسلامي، لبنان، ط 2002.
- محاضرة الأستاذ عبد الحي الخيلي استاذ تاريخ المماليك و العثمانيين و تاريخ الشرق الأقصى في جامعة محمد الخامس الرباط