وصف الكتاب
كتاب اليهود فى المغرب الإسلامى خلال القرنين السابع والثامن هجرى الموافق ال 14 وال 15 ميلادى pdf تأليف فاطمة بو عمامه كتاب تاريخي يبحث في تاريخ اليهود في أواخر العصور الوسطى ويذكر على وجه التحديد يهود المغرب العربي وتعاملهم مع اليهود في هذه الحقبة وأثره على وضع اليهود اليوم وتأثيره في الفكر الإسرائيلي. .
تنزيل كتاب اليهود في بلاد المغرب الإسلامي خلال القرنين السابع والثامن الهجريين الموافق للرابع عشر والخامس عشر الميلاديين من تأليف فاطمة بوعمامة.
مقتطف من الكتاب
منذ اضمحلال
دولة الأمويين في قرطبة في مطلع القرن 5 ه/11م، عرف المغرب الإسلامي تمزقا
وإنقساماء فقامت نزاعات قبلية بالمغرب الأقصى، والخلافات الإقليمية والشخصية
بالأندلس. كما تعرض المغرب الأدني في منتصف القرن الخامس الهجري إلى غزو أعراب بني
هلال بإيعاز من الخليفة الفاطمي المستنصر إنتقاما منه بعد أن قطع حكام صنهاجة
الدعوة للفاطميين ونادوا في المنابر للدولة العباسية، ودخل بنو هلال القيروان
وعاثوا في المنطقة الممتدة من برقة إلى بجاية خرابا ودمارا فلجأ سكانها إلى
المهدية)، في حين أبعد الحماديون وكانت حاضرتهم قلعة بني حماد التي أنشأها حماد بن
بلكين الصنهاجي سنة 398ه/1007م) خطر الهلاليين بعد أن وافقوا على دفع جزية سنوية
لهم، وكان لهذا التغيير تأثير على حركة اليهود، إذ ورث يهود القلعة التراث الفكري
التي كانت تتميز به المدرسة التلمودية بالقيروان.
كما ظهرت حركة دينية في جنوب غرب المغرب بقيادة بربر درعة، وكانت تدعوا هذه الحركة بقيادة يوسف بن تاشفين مؤسس مدينة مراكش (462ه/1069م)) العودة إلى المذهب السني على مذهب الإمام مالك.
دخل المرابطون مدينة فاس ثم طنجة ثم ضموا إليهم المغرب الأوسط، ووصلوا إلى حدود الدولة الحمادية، وبعد إتمام توحيد المغرب الأقصى- ضم يوسف بن تاشفين إلى دولته بلاد الأندلس بعد تفوقه على النصارى في موقعة الزلاقة عام (79ھ / 1087م)(1) ولم يتعرض يهود هذه المناطق لأي مضايقات جراء هذه الحروب الأنهم كانوا يدفعون الجزية، حتى أن يوسف بن تاشفين نفسه كان لديه طبیبان يهوديان يدعى أحدهم ميير بن کمنيال Meir ben Kamniel ، كما عوض منازل المسلمين واليهود معا بعد قيامه بتوسيع جامع القرويين، ورغم هذا التسامح إلا أنه منع مبيت وبقاء اليهود بمراكش بعد مغيب الشمس خوفا من التجسس لصالح إسبانيا.
وقلت نشاطات اليهود خلال هذه الفترة، وخاصة بعد قيام الدولة الموحدية، هذه الدولة التي أقامها المهدي بن تومرتزت 521ھ /1130م) ورفيقه عبد المؤمن بن علي، وشملت دولة الموحدين فيما بين (520ه - 668 ه كل بلاد المغرب الإسلامي، بعد أن أخضعوا المرابطين والحماديين وبلاد الأندلس بعد مواقع مع ملوك الإسبان، وطردوا النورمان نهائيا من سواحل افريقيا، وامتدت بذلك الإمبراطورية الموحدية إلى حدود مصر الفاطمية.
ومارس الموحدون سياسة خاصة تجاه اليهود، رغم أن عبد الواحد المراكشي - مؤرخ القرن (7ه/13م)، وهو معاصر للموحدين ينفي بقاء أهل الذمة بالمغرب إلا أننا نفهم العكس من خلال العبارة التي جاء بها : " لم ينعقد عندنا ذمة ليهودي ولا نصراني منذ قيام أمر المصامدة، ولا في جميع بلاد المسلمين بالمغرب بيعة ولا كنيسة، وإنما اليهود عندنا يظهرون الإسلام ويصلون في المساجد ويقرئون أولادهم القرآن جارين على ملتنا وسنتنا والله أعلم بما تكن صدورهم وتحويه بيوتهم". لذلك كان الموحدون يطردون اليهود الأندلسيين والمغاربة المشكوك فيهم إلى مدينة اليسانة وفرض على اليهود، ولأول مرة في تاريخ المغرب الإسلامي زي خاص في عهد الموحدين، وذلك في عهد أبي يوسف المنصور (595ھ/1198م) لا لتمييز اليهود عن غيرهم بثياب كحلية و كمانم مفرطة السبعة تصل إلى قريب من أقدامهم، وبدلا من العمائم كلوتات على أشنع صورة كأنها البرادع تبلغ تحت آذانهم)، وكان هذا القرار ربما عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أذلوهم ولا تظلموهم، وأهينوهم ولا تكرموهم وسموهم ولا تكنوهم ".
ولم يفرض
الإسلام أي لباس على أهل الذمة بل اليهود هم الذين أرادوا عدم التشبه بالمسلمين،
إذ جاء في كتاب أحكام الذمة لابن القيم الجوزية أن الزي اليهودي يمتد إلى العهدة
العمرية إذ أن اليهود قد إلتزموا حسبه بعدم التشبه بالمسلمين ولباسهم هذا نصه:
"وأن نلزم زینا حيث كنا، وأن لا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا
عمامة".