تحميل كتاب التغيرات الاجتماعية في البلدان المغاربية عبر العصور pdf
إن المجتمع المغاربي مثل غيره بقية المجتمعات الآخرى الاي مرت عبر تاريخيها بالبدائية التي شكلتها عصور ما قبل التاريخ، حيث كان الإنسان يتعامل مع محيطه ببدائية فرضت عليه الجري وراء تلبية غرائزه المتمثلة في الأكل والشرب من خلال ممارسة الصيد والجمع والالتقاط يضاف إليها غريزة التناسل التي تضمن له استمرارية الجنس البشري.
ولم يكن في بداية الأمر يعي كل ما يدور حوله في هذا الكون، بل كانت التلقائية هي التي تسيطر على تصرفاته، وشيئا فشيئا بدأ يمعن النظر في محطيه المعادي له في كثير من الأحيان مما أوجب عليه التعامل بالمثل. فاتخذ من الحجارة سلاحه القوي للتصدي لذلك المحيط، فاستعملها في كل حاجاته اليومية مع التطور والتفنن في تشييدها وصقلها، وعرفت تلك الفترة في حياة الإنسان بالعصور الحجرية التي كانت أصعب وأخطر مرحلة عرفتها البشرية اعتبارا إلى محدودية الفكر الذي كان يتمتع به أفرادها.
وبداية الفترة التاريخية في بلاد المغرب القديم، بدأ المجتمع يتخذ شكلا قبليا وردت الإشارة اليه في الرسوم صلايات الملوك الفراعنة المصريين الذين احتكوا بالقبائل الليبية في حدودهم الغربية في شكل حروب خاطفة تراوحت بين المد والجزر وسجلوا لنا أسماء القبائل. ومن ثم تكون الكتابة الواردة في الآثار المصرية وما دونه هيردوت والمؤرخون الإغريق والرومان في ما بعد من أهم مصادر الكتابية القديمة التي تتطرق إلى المجتمع المغاربي القديم، تضاف إليها كتابات الرحالة العرب والمسلمسن من أمثال البكري والسعودي والطبري.
المؤلف: مجموعة من الباحثين.
المصدر : أعمال الملتقى الدولي للتاريخ، المنظم يوم 23- 24 افبريل سنة 2001