أسست الدولة العثمانية دولة مترامية الأطراف، وكانت أطول الدول الاسلامية تعميرا، حيث بقية حوالي 800 سنة، وقد كانت لهذه الدولة ايجابيات وجوانب مشرقة ومضيئة في التاريخ الإسلامي. مع أنه لا يمكن نكران أن الدولة كانت لها مجموعة من السلبيات، ولكن موضوعنا اليوم سيقتصر على الاجابيات فقط.
1.
توسيع رقعة الأرض الإسلامية، إذ فتح العثمانيون القسطنطينية وتقدموا في اوروبا
مما عجز عنه المسلمون من قبلهم منذ أيام معاوية، وساروا فيها شوطا بعيدا حتى وقفوا على أبواب فيينا وحاصروها أكثر من مرة دون جدوى.
2.
الوقوف في وجه الصليبيين على مختلف الجبهات فقد تقدموا في شرقي أوروبا وانطلقوا إلى شمال البحر الأسود ودعموا التتار ضد
الصليبيين من الروس هذا فضلا عن التصدي للإسبان في البحر المتوسط والبرتغاليين في
شرق إفريقيا والخليج، ولم يوفقوا في حملاتهم
وذلك يرجع لعدم
تخادل المسلمين والتفافهم حولهم.
3.
عمل العثمانيون على نشر الإسلام، وشجعوا على الدخول به، وقدموا الكثير في سبيل
ذلك وعملوا على نشره في أوروبا وعملوا على التأثير في المجتمعات التي يعيشون
بينها.
4. إن
دخول العثمانيين إلى بعض الأقطار الإسلامية قد حماها من الاستعمار الذي ابتلت
به غيرها في حين أن المناطق التي لم يدخلوها قد وقعت فريسة
للاستعمار
باستثناء المغرب الأقصى.
5.
كانت الدولة العثمانية تمثل الأقطار الإسلامية، فهي مركز الخلافة، لذا كان المسلمون
في كل مكان ينظرون إلى الخلافة وإلى الخليفة نظرة احترام وتقدير، ويعون أنفسهم من
أتباعه ورعاياه، وبالتالي كانت نظرتهم إلى مركز الخلافة ومقرها المحبة والعطف
وكلما وجد المسلمون أنفسهم في ضائقة طلبوا الدعم
من مركز
الخلافة كما كان الخلفاء.
6.
وكانت الخلافة العثمانية تضم أكثر من أجزاء البلاد الإسلامية فهي تشمل البلاد
العربية كلها باستثناء المغرب الأقصى إضافة إلى شرقي إفريقيا وتشاد وتركيا وبلاد القوقاز وبلاد التتار وقبرص وأوروبا بحيث وصلت مساحتها حوالي 20
ملیون کیلومتر
مربع.
7.
كانت أوروبا تقابل العثمانيين على أنهم مسلمون لا بصفتهم أتراك، وتقف في وجههم
بحقد صليبي وترى فيهم أنهم قد أحيوا الروح الإسلامية القتالية من جدید، او انهم
أثاروا الجهاد بعد أن خمد في النفوس مدة من الزمن، وتری فيهم مدة إسلامية جديدة
بعد أن ضعف المسلمون ضعفا جديا وتنتظر اوروبا قليلا لتدمرهم، والأتراك العثمانيون
حالوا بينهم وبين المد الصليبي في الشرق
والغرب
الإسلامي، الأمر الذي جعل أوروبا تحقد على العثمانيين وتكرههم.
8.
كانت للعثمانيين بعض الأعمال الجيدة تدل على صدق عاطفتهم وإخلاصهم مثل
عدم قبول النصارى مع الجيش وإعفاء طلبة العلم الشرعي من الجندية الإلزامية، وكذلك
إصدار المجلة الشرعية التي تضم فتاوى العلماء في القضايا كافة وكذلك احترام
العلماء وانقياد الخلفاء للشرع الشريف والجهاد به وإكرام اهل
القران وخدمة الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى.
9.
وكان للعثمانيين دورهام في أوروبا إذ قضوا على نظام الإقطاع. وأنهوا مرحلة العبودية
التي كانت تعيشها في أوروبا حيث يولد الفلاح عبدأ وينشأ كذلك ويقضي حياته في
عبودية لسيده مالك الأرض واهتم السلاطين بتقديم
الصدقات
والعطايا للموطنين.
10.
أن العثمانيين هم الذين أزالوا من خريطة العالم أعتى إمبراطورية صليبية. هي الإمبراطورية
البيزنطية، وفتحوا عاصمتها .
- خليل اينالجيك، تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار، ترجمة محمد الأرناؤوط دار المدار الإسلامي، لبنان، ط 2002.
جفري برون تاريخ أوروبا الحديث، ترجمة علي المرزوقي، الطبعة الأولى 2006، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان