غناء العيطة - الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب - حسن نجمي pdf
مقتطف من الكتاب
في المغرب، وعلى امتداد سهوله الممتدة على الساحل الأطلسي، من طنجة إلى القنيطرة، إلى الرباط، إلى الدار البيضاء، إلى الجديدة ، إلى أسفي، إلى الصويرة وفي العمق الفروي، شمالا، باتجاه طنجة و تطوان وشفشاون و أصيلة والعرائش والقصر الكبير ومنطقة حوض سبو، وجنوبا، باتجاه تافيلالت و مراکش و قلعة السراغنة ونادلة وخريبكة والفقيه بن صالح وواد زم وبجعد وزعير، وصولا إلى بني ملال وكل مناطق الدير المجاورة ... ، هناك مساحات مفتوحة مترامية الأطراف من أصوات غناء فروي شفوي و موسیقی تقليدية عروبية الجذور، متعددة الأشكال والأبعاد والدلالات جوس الروح الممتلئة بالحنين، المخترقة بفداحة الاقتلاع والفقدان والخسارة والخيبات الغامضة.
إن هذا الغناء الذي يطلقون عليه اسم العيطة، وأحيانا أسماء أخرى للتمييز ، هذا النفس الساخن الصاعد من الدواخل، عبر الأصوات البشرية . الأنثوية والذكورية . والإيقاعات والألحان الأسرة، هو الذي أسعف على مبلاد شعر شفوي ظل يخرج من الجراح الفردية والجماعية مثل النزف الدافق، ويلتصق بذوات و مصائر الفلاحين والمزارعين والرعاة ، والقرويين عموما، المنحدرين من ذاكرة عميقة و من سلالات عربية لها تاريخ بعيد، مهمل، مكبوت ومسكوت عنه.
وبدون أدنى شك، فإن شعر البطة (الشعر البدوي) هو فجر الشعر العربي في المغرب، وذلك بالرغم من أن تاريخ الشعر في المغرب ما زال لم يكتب حتى الآن، بالمعنى الدقيق لتاريخ الآداب والفنون. كما أن ما كتب منه جزئی ولم يول الاهتمام إلا البعض مكونات الشعر المغربي القديم، مهم مكونات أخرى، إما شفوية أو مكتوبة بغير اللغة العربية المسماة "الفصيحة"...
العنوان : غناء العيطة - الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب
المؤلف : حسن نجمي
الناشر : دار توبقال للنشر
الطبعة : 1 - سنة 2007
عدد الأجزاء : 2