معلومات عن كتاب الرق ماضيه وحاضره عبد السلام الترمانيني pdf
عنوان الكتاب : الرق ماضيه وحاضره
من تأليف : عبد السلام الترمانيني.
مجلة عالم المعرفة.
مقتطف من الكتاب
فالإسلام لم يشرع الرق كما شرعته الأمم الأخرى فجعلت منه نظاما طبيعيا أو إلهيا وإنما شرع العتق ورغب فيه، واعتبر الرق نظاما دوليا، لا يمكن إلغاؤه من جانب واحد، ولم يجعله وسيلة قهر وإذلال، وإنما جعله وسيلة لنقل الرقيق من الكفر إلى الإيمان ودمجه في المجتمع الإسلامي. وفي موقف الإسلام من الرق يقول زول ديورانت): عمل الإسلام على تضييق دائرة الاسترقاق وتحسين حال الأرقاء، فقصر الاسترقاق المشروع على من يؤسرون في الحرب من غير المسلمين وعلى أبناء الأرقاء أنفسهم، أما المسلم فلا يجوز أن يسترق، كما كان ذلك في الدين المسيحي .
غير أن الرق لم يبق في الحدود التي رسمها الإسلام. فحين توقفت الفتوح في العصر العباسي أصبح الرقيق المجلوب هو المصدر الرئيسي الطرق وأصبحت تجارة الرقيق تدر على أصحابها رزقا واسعا، وكان لهم حظوة عند الخلفاء والوزراء والأثرياء. وإذا كان الرقيق قد أضفى حياة ناعمة مترفة ألهمت قرائح الشعراء بطريف الشعر وأعذبه، فانه قد أضر بالمجتمع الإسلامي والأسرة الإسلامية، وكان من أسباب وهنهما، وسنفصل ذلك عند بحثنا في أثر الرقيق في حياة المجتمع والأسرة .