معلومات عن كتاب السلطة بين التسنن والتشيع والتصوف ما بين عصري المرابطين والموحدين
عنوان الكتاب : السلطة بين التسنن و "التشيع" والتصوف ما بين عصري المرابطين والموحدين.
صاحب الكتاب : مصطفى بنسباع.
الطبعة الأولى بتاريخ 1999.
دار النشر : منشورات الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية تطوان.
عدد الصفحات : 155 صفحة.
تحميل بصيغة pdf مجانا
مقتطف من الكتاب
"أثار انتباهنا موضوعان اثنان يشكلان مظهران من مظاهر الانتقال من العصر المرابطي إلى العصر الموحدی ، خلال المدة التي اصطلحنا على تسميتها في التمهيد بفترة الإنتقال من المرابطين إلى الوحدين ، وهما:
أولا : التغيير الذي طرأ على شكل السلطة السياسية العليا في المغرب والأندلس . ولو نظريا. خلال فترة الانتقال هذه فقد كان الرابطون أهل سنة. يستوحون نظرية السلطة السنية كما صاغها الفقهاء الأشاعرة . بينما الشمس ابن تومرت عناصر من نظرية السلطة السياسية الشيعية خاصة منصب الإمام . ما يدل على أن تغمیرا قد حدث ولو على المستوى النظري .
ثانيا : ظاهرة غول التصوف في المغرب والأندلس . قبل فترة الانتقال من مارسة ببنهة روحية تكاد تكون فردية، إلى تنظيم سياسي جماعي . خلال فترة الإنتقال ، له برنامجه ومسعى للوصول إلى السلطة حتى ولو باستعمال السيف ، وفي مثل هذا في ثورة " المريدين " في الأندلس ضد المرابطين والموحدين ، ولورة ابن هود الماسي في المغرب ضد الموحدین .
وهكذا قسمنا هذا العمل إلى تمهيد وبابين اثنين , قد يبدو أنهما بحلان منفصلان ، لكن الذي يجمعهما ، مر أنهما پرصدان ظاهرتان انتفالبثان , عرفهما المغرب والأندلس ، بحيث يعالجان إشكالية السلطة ، ويتناولان صراع أقطاب ثلاثة حولها، هذه الأقطاب هي المذهب المالكي والموحدي والتصوف ، كما أنهما يتأطران زمنيا داخل ما اصطلح هذا المحمل على تسميته بفترة الانشغال ، وقسمنا كلا من المابين إلى ثلاثة فصول ، فجاء هذا العمل منضما لستة فصول .
تناولنا في التمهيد لخديد فترة الانتقال . وعللنا الأسباب التي جعلتنا نختار نقطا بعينها کبداية ونهاية لها ، وقدمنا فيه فكرة عن أحداث فترة الإنتفال العسكرية والسياسية ، حين لحصنا بتركيز شديد ومنتدب أهم الأحداث العسكرية السياسية التي عرفتها فترة الانتقال منذ سقوط سرقسطة 512 د/ 1118م في أيدي المسيحيين . إلى تسليم المرابطين مدينة غرناطة للموحدين سنة 551 د / 1156م .
بنقسم الباب الأول بعنوان " من أمورية للمسلمين إلى خلافة للمؤمنين " إلى ثلاثة فصول عرفنا في الأول بعلاقة الذهب المالكي بقيام أميرية المرابطين . وأن هذا كان في إطار رد الفعل ضد المذهب الشيعي، وذلك ما يفسر خالد المرابطين مع العباسيين . وعرجنا على مظاهر العلاقات العباسية المرابطية التي تبين خرك المرابطين في إطار نظرية السلطة السياسية السنية ، وكيف أن الفقيه المالكي تولى منصب " منظر" أو " مرشد " الحركة المرابطية، إلى جانب الأمير المرابطي الذي فه الجناح العسكري للحركة، واختفاء هذا الدور بعدخول الحركة إلى دولة مع يوسف بن تاشفين ، واتساع مجال تداول السلطة خلال الطور الأول من عمر الحركة ، بحيث كانت تتنقل بین قبائل الحركة ، لتصبح منحصرة في قبيلة النوتة ثم تتركز في أسرة واحدة في طور الدولة من خلال البيعة ، وفي الأخير أشرنا إلى صراع الأمراء المرابطين حول السلطة خلال الطورين . وقد توعينا التركيز، لأن هذه القضايا لم تكن من مستجدات فترة الانتقال ، بل كانت قد تبلورت قبل ذلك بوقت طويل .
وعمدنا في الفصل الثاني ، الذي عنوناه بالدعوة الموحدية والسلطة السياسية العليا ، إلى نتبع سلوك ابن تومرت خلال رحلة عودته من الشرق إلى الغرب منذ ما قبل دخوله إلى الأراضي التي كانت مند عليها سيادة المرابطين . لنناقش الفكرة التي ترسخت سواء في كتابات القدامي أو دراسات الحدثین ، حول تبلور فكرة الإطاحة بالمرابطين لدى ابن تومرت حين كان في المشرق لنرصد زمن وظروف التحول في موقفه من سلطة المرابطين ، ومهزنا بين فترتين غامضنين من خروج این نومرت على سلطة المرابطين ، حيث كان في الأولي ففيها ثائرا من داخل نظرية السلطة السنية . ثم في الثانية إماما مهديا ، وبينا أسباب وزمن ومكان هذا التحول , كما ألفهنا الضوء على طبيعة إمامة ابن تومرت المهدية.
وفي الفصل الثالت . پهنا أن عبد المومن بن علي لم يكن المرشح الأول لخلافة ابن تومرث وفندنا ادعاءات المصادر الموحدية حول وصية ابن تومرت لعبد المومن . فخلصنا إلى أنه وصل إلى السلطة ليس لمؤهلاته العسكرية ، ولكن نظرا لكونه لم يكن ينتمي إلى أي من القبائل الصمودية التي شملت الدعوة الموحدية مبكرا . وكذلك نظرا لعلمه " , ذلك أن الحركة الموحدية في أساسها ثورة أيديولوجية ، ورغم هذا الحل الذي نهجته قيادة الحركة الموحدية . بعد وفاة ابن تومرث إلى أنه لم يمنع من انقسامها إلى أجنحة منصارعة حول السلطة والثروة . فعرجنا على الحديث عن صراع هذه الأجنحة - بما لأول مرة - بمثل هذا الوضوح ، إلى أن استطاع عبد المومن القضاء على تلك العارضة ورما خبيد أحد أجنحتها . وإحداث تدابير إدارية مكنته من الاحتفاظ بالسلطة لنفسه وتوريثها في أبنائه ..."