تحميل كتاب عمارة المغرب والأندلس في العصر الإسلامي بصيغة pdf مجانا
معلومات عن الكتاب
عنوان الكتاب: عمارة المغرب والأندلس في العصر الإسلامي
صاحب الكتاب: صلاح احمد البهنسي
عدد الصفحات: 259 صفحة
مقتطف من الكتاب
تمثل عمارة بلاد المغرب والأندلس طرازا متميزا بين طرز العمارة الإسلامية ، فهي وإن كانت تتفق مع غيرها من حيث بعض أنماط التخطيط وكذلك بعض العناصر المعمارية ، إلا أنها تختص بطابع معماري وفني متميز في بعض عناصرها مثل المآذن " الصوامع " ، والقباب التي تغطي أجزاء من بیت الصلاة ، وطرز الأعمدة وتيجانها وكذلك المعالجات الزخرفية . وقد كان لبعض هذه العناصر تأثيرها الواضح في عمارة بعض بلاد شرق العالم الإسلامي ، كما كان للصلات السياسية والتجارية مع دول أوروبا أثرها في نقل الكثير من هذه العناصر إلى تلك البلاد .
وقد نالت عمارة بلاد المغرب والأندلس في الفترة الأخيرة إهتمام الباحثين وصدرت عدة كتابات في هذا المجال . إلا أن المجال مازال يتسع لمزيد من الدراسات والبحوث التي تميط اللثام عن مظاهر التفرد والأبداع في هذا التراث ، وفي هذا المجال فإننا نقدم هذا الكتاب ليكون إسهاما في توضيح الملامح المعمارية المميزة لعمارة بلاد المغرب والأندلس . ونظرا لتعدد المنشأت المعمارية التي تزخر بها هذه البلاد على إمتدادها الجغرافي والزمني فأنه من الصعوبة بمكان تناولها جميعا بالدراسة ، مما تطلب الإكتفاء بنماذج منها ، روعي في إختيارها إشتمالها على الخصائص المعمارية المميزة لكل من الطراز المعماري المغربي والأندلسي .
وكما هو الحال بالنسبة للعمائر في مختلف بلاد العالم الإسلامي فإنه تطرأ على كل منها تعديلات وإضافات في الفترات التالية لإنشائها ، مما ينتج عنها تغلب سمات طراز معماري على غيره . لذلك فإننا إتبعنا نسبة الأثر إلى فترة إنشائه في حال تبقي بعض العناصر من تلك الفترة . أما إذا كانت الوحدات والعناصر المعمارية المضافة في فترات تالية قد أكسبت المنشأة طابعا مختلفا عما كانت عليه، وأصبحت ممثلة لطراز معماري أخر فإننا ننسبها لتلك الفترة مع الإشارة إلى نشأتها الأولى .
ويشتمل الكتاب على تمهيد لمحمل تاريخ بلاد المغرب والأندلس ، والأسرات الحاكمة التي تعاقبت على كل منها وأهم الأحداث السياسية المؤثرة. ويعقب ذلك عشرة فصول. يتناول الأول عرض للخصائص المميزة للطراز المعماري المغربي ، والطراز المعماري الأندلسي. ويشتمل الفصل الثاني على دراسة النماذج من عمائر الأغالبة ، سواء منها المساجد الجامعة والصغيرة والأربطة . أما الفصل الثالث فيتناول العمارة في العصر الفاطمي والمرابطي ، وهي نماذج قليلة خاصة ما ينسب منها إلى العصر الفاطمي نظرة للعوامل السياسية المؤثرة مثل إغارة قبائل بني سليم وبني هلال على بلاد المغرب وما نتج عن ذلك من أعمال التخريب والدمار ، بالإضافة إلى خروج بعض الولاه عن الطاعة للدولة الفاطمية بعدما أنتقل مقرها إلى مدينة القاهرة . وفي الفصل الرابع دراسة النماذج من عمائر الموحدين في بلاد المغرب الأقصى ، وتتبع لما طرأ على الطراز المعماري المغربي في تلك الفترة . وخصصنا الفصل الخامس لدراسة نشأة المدارس في بلاد غرب العالم الإسلامي ، والسمات المعمارية المميزة لها ومظاهر إختلافها عن مدارس شرق العالم الإسلامي ، وما طرأ على طراز المدرسة من تغير إبان الحكم العثماني لهذه البلاد . ولأن الطرز المعمارية تخضع لعوامل التأثير والتاثر نتيجة للعلاقات والصلات بين البلاد ، فقد تعرضت بلاد المغرب الإسلامي التأثيرات معمارية وفنية ، تتبعنا منها في الفصل السادس أهم هذه التأثيرات وهي التأثيرات الأندلسية ، والتأثيرات العثمانية التي غيرت كثير من ملامح الطراز المعماري المغربي في البلاد التي خضعت للحكم العثماني في كل من ليبيا وتونس والجزائر إذ تغيرت طرز التخطيط والعناصر المعمارية حتى ما كان منها مميزة للطراز المعماري المغربي مثل المآذن المربعة، ويتناول الفصل السابع العمارة في بلاد الأندلس في عصر الخلافة وملوك الطوائف والتي شملت المساجد والقصور ، ومن أهمها بالطبع مسجد قرطبة الجامع أما الفصل الثامن فقد خصص للعمارة في عصر الموحدين ، والتي ترتبط بشكل أساسي بعمارة مدينة أشبيلية .
وفي الفصل التاسع تناولنا العمارة في بلاد الأندلس في عصر دولة بني نصر ، التي ترتبط بشكل أساسي بمدينة غرناطة ، وبصفة خاصة قصور الحمراء وملحقاتها ، وتعرضنا في الفصل العاشر لتعريف بعض العكاثر الأندلسية مثل المنزل والقصر والفندق والتحصينات . وبعد الخاتمة ذيلنا الدراسة بملحق يتناول أهم مصطلحات العمارة في بلاد المغرب والأندلس ، حيث أن لعمارة هذه البلاد مصطلحاقها الخاصة بها والتي تختلف عن مثيلاتها في بقية بلاد العالم الأسلامي . وزود الكتاب مجموعة من الأشكال بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات التي توضح مادة الكتاب. والله نسأل أن نكون قد وفقنا لما قصدنا وعلى الله قصد السبيل.