تحميل كتاب أوروبا في القرن التاسع عشر نابوليون - محمد حبيدة pdf
كتاب أوروبا في القرن التاسع عشر نابوليون كتاب مهدى بصيغة رقمية للطلبة والباحثين من طرف الدكتور محمد حبيدة .كتاب أوروبا في القرن التاسع عشر نابوليون هو في الأصل دروس عن «أوروبا في القرن التاسع عشر ألقيت عن بعد في سياق وباء کورونا بجامعة ابن طفيل إجازة التاريخ والحضارة) برسم السنة الجامعية 2020-2021
اهداء محمد حبيدة :
إلى طلبتي الذين تفاعلوا مع ما قدمته من محاضرات عن تاریخ أوروبا طيلة خمس وثلاثين سنة.
عن الكتاب
"القرن التاسع عشر هو قرن الحداثة الكبرى، بالقياس إلى الحداثة الكلاسيكية (عصر الأنوار)، والحداثة المبكرة (عصر النهضة). هو القرن الذي تجسدت فيه التحولات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي راكمها الأوروبيون على مدى قرون. أولا، الحرية التي انطلقت من حرية العقيدة مع الإصلاح الديني أو ما يسمى بالبروتستانتية في القرن السادس عشر، وامتدت فيما بعد لتشمل حرية التعبير السياسي، مما أدى في نهاية المطاف إلى تغيرات سياسية كبيرة في شكل إصلاحات (الثورة الجليلة في إنجلترا عام 1689) أو ثورات حقيقية (الثورة الفرنسية عام 1789)، مگنت من إقرار المساواة المدنية وتحول الرعايا إلى مواطنين. ثانيا، العقل الذي صار في عصر الأنوار مقیاسا رئيسيا في ميادين الآداب والفنون، وفي النقاش الفكري مع الكنيسة، إذ أخذت أمور الفكر والثقافة تنقلب شيئا فشيئا بفضل تمدد التفكير العقلاني وانكماش التفكير الدینی."
أهدى أستاذ التاريخ الأوروبي هذا الكتاب لطلابه الذين استجابوا للمحاضرات التي ألقاها حول "تاريخ أوروبا لمدة خمسة وثلاثين عاما - نابليون".
وفي مقدمة الكتاب، كتب المؤرخ هبيدة أن القرن التاسع عشر كان قرن الحداثة الكبرى، مقارنة بالحداثة الكلاسيكية (عصر التنوير) والحداثة المبكرة (عصر النهضة). إنه القرن الذي «تجسدت فيه التحولات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي راكمها الأوروبيون على مدى قرون».
هذه التحولات تراكمت عبر القرون، أولها «الحرية»، النابعة من «حرية المعتقد مع الإصلاح الديني، أو ما يسمى بالبروتستانتية في القرن السادس عشر»، و«امتدت فيما بعد لتشمل حرية التعبير السياسي». مما أدى إلى تغييرات سياسية كبيرة في شكل الإصلاحات، في إنجلترا عام 1689 وفي فرنسا عام 1789، مكنت من "تأسيس المساواة المدنية وتحويل الرعايا إلى مواطنين".
والتراكم المتجسد الثاني هو العقل الذي أصبح في عصر التنوير معيارا رئيسيا في مجالات الأدب والفنون وفي النقاش الفكري مع الكنيسة، والثالث هو التكنولوجيا أو ما يعرف بالثورة الصناعية. مما أتاح تغيير نمط حياة المجتمع وسلوكياته وقلبها رأساً على عقب.
وأضاف المؤرخ أن الأوروبيين عاشوا هذه التحولات «بديناميكية كبيرة»، وكانوا يدركون بوضوح دخول حقبة جديدة منفتحة على المستقبل، ويتطلعون إلى أفق أوسع هو «العولمة».
وسجل المؤرخ نفسه أن القرن التاسع عشر شهد عولمة أفكار التنوير وابتكارات الثورة الصناعية. فالتطورات التي كانت تحدث في أوروبا كان لها صدى في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان. ثم، مع موجة الاستعمار، تضخمت هذه العولمة، وتمكن الأوروبيون، في هذا القرن، وخاصة البريطانيين والفرنسيين، من “بسط سيطرتهم على العالم (آسيا وإفريقيا) وليس فقط تصدير تقنياتهم، ولكن أيضًا أفكارهم وعلومهم وآدابهم وأساليب عيشهم».
ومن أجل فهم القرن التاسع عشر، يقترح عبيدة مقاربات، منها المقاربة الاجتماعية المرتبطة بالتطورات التي حدثت في أوروبا، وخاصة التمايز الطبقي، والثورات، وانتشار الأفكار والممارسات السياسية ذات الطابع النقابي والثوري. كما يتناول النهج الصناعي المتمثل في انتشار مظاهر الثورة الصناعية، والمنهج الجيوسياسي عبر مراحل الهيمنة الفرنسية على الساحة الأوروبية، ثم الهيمنة البريطانية، وصعود القوة الألمانية.
وقد اختار المؤرخ المنهج الجيوسياسي موضوعاً لهذا الكتاب - الدروس، من خلال التركيز على شخص نابليون، وارتباطه بسياق القرن التاسع عشر. «بعد الدور الهائل» الذي لعبه في تغيير وجه فرنسا وزعزعة يقين الممالك والإمبراطوريات الأوروبية القديمة، فإن المثير في تجربته مقارنة بفيكتوريا أو بسمارك، هو «طريقه الفريد مقارنة بالمرحلة». مما جعل هذا "الكورسيخي الصغير" الذي لم يكن... أتقن اللغة الفرنسية في سن مبكرة، وترقى في وقت قصير من نقيب إلى جنرال، وانتقل من الهوامش إلى المركز، وتربع على عرش أوروبا.