تحميل كتاب حركة الموحدين في المغرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر - روجر لي تورنو pdf
العنوان : حركة الموحدين في المغرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر
المؤلف : روجر لي تورنو
تعريب : د. أمين الطيبي
الناشر : شركة النشر والتوزيع المدارس
الطبعة : الثانية
سنة 1419 هـ - 1998
عدد الصفحات : 125
عن الكتاب
كتاب حركة الموحدين في المغرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشرهو ترجمة الكتاب بعنوان THE ALMOHAD MOVEMENT IN NORTH AFRICA IN THE TWELVETH AND THIRTEEN CENTURIES من تاليف الدكتور روجر لي تورنو أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة إكس إن بروفانس الفرنسية الذي قدم عبر سنوات دراسات وبحوثا قيمة بالنسبة لتاريخ المغرب عامة ولاسيما المغرب الأقصى، في فترة القرون الوسطى. والموحدون جديرون بالدارسة، إذ إنهم أقاموا إمبراطورية شاسعة، في القرنين السادس والسابع للهجرة / الثاني عشر والثالث عشر للميلاد، امتدت رقعتها من طرابلس الغرب شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، فضلا عن الأندلس. وكان قيام هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف نتيجة لحركة إصلاح دیني بدأها محمد بن تومرت، ولعبت دولة الموحدين دورا مهما في صد الخطر النصراني الذي كان يهدد ما بأيدي المسلمين في شبه جزيرة إيبرية وفي إبعاد النورمان نهائيا عن ساحل إفريقية، ولو أن البعض يرى في قيام الموحدين وقضائهم على دولة المرابطين عرقلة الحركة الجهاد في الأندلس التي اضطلع بها المرابطون إلى أن قامت حركة ابن تومرت فصرفتهم عن مواصلة الجهاد في الأندلس إلى مواجهة ثورات الموحدين في المغرب الأقصى .
مقتطف من الكتاب
أما امبراطورية المرابطين ، التي تأسست قبل ذلك بنحو خمسين عاما على ايدي جماعة من قبائل البربر في الطرف الغربي من الصحراء الكبرى ، فقد كانت ذات حضارة مستقرة باهرة، ازدهرت الى الغرب من مملكة .
وبقيادة رجل على جانب عظيم من الكفاءة هو يوسف بن تاشفين استولى المرابطون على النصف الغربي من المغرب وعلى كل بلاد الأندلس وبعد ذلك بوقت قصير، تحول هؤلاء البربر تحت تأثير الأندلس ، من رعاة للإبل ـ وكان ذلك على الأقل بالنسبة للنخبة منهم ـ الى شعب على مستوى عال من الثقافة ، أولع بالشعر الأندلسي والفن المعماري الأندلسي والترف الأندلسي ، وبكلمة واحدة فانهم تعلقوا بالحضارة الأندلسية ، ولم يدخروا وسعا في نقل هذه الحضارة الى المغرب ، حيث كانت هذه الحصارة قد ظهرت بصورة خافتة في نهاية القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي . ولم تكن امبراطورية المرابطين أكبر دولة إسلامية تقام في شمال افريقيا . ففي عهد الخلافة الأموية كان قد توحد تحت سلطة حاكم واحد كل الشمال الأفريقي وكل شبه جزيرة ايبرية تقريبا ، وبعد ذلك في القرن الرابع الهجري العاشر الميلادي شمل حكم الفاطميين الجزء الأكبر من بلاد المغرب ، الا انه حتى نهاية القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي . یکن البربر قد نجحوا في خلق وحدة سياسية كبيرة كهذه تحت لواء الاسلام .
وكانت الامبراطوريات السابقة قد أقامها فاتحون من خارج المنطقة فرضوا حكمهم . ومن الواضح ان قبيلة كتامة كانت قد ساعدت الفاطميين في إقامة سلطتهم والاحتفاظ بها ، الا انها كانت مجرد أداة في أيدي سادة من المشرق تنازلوا لمعاونيهم البربر عن بعض منافع السلطة ، وعن بعض الامتيازات ، مع انهم لم يدعوهم يشاركون في استعمال السلطة أما بالنسبة للمرابطين ، فانهم كانوا بربرا حقيقيين أقاموا ، دون مساعدة احد ، امبراطوريتهم بأيديهم . فعبد الله بن ياسين ، المؤسس الديني لحركة المرابطين ، وابو بكر بن عمر ، أول رئيس مرابطي فتح الجزء الجنوبي من المغرب الأقصى ، ويوسف بن تاشفين ، الذي وسع رقعة سيادة المرابطين الى مدينة الجزائر شرقا والى سرقسطة شمالا ، كانوا ثلاثتهم ينتمون الى بربر قبيلة صنهاجة ، وقد ولدوا في بيئة بربرية .