معلومات عن الكتاب
الكتاب : الموريسكيون فى الفكر التاريخي
المؤلف : ميغيل أنخيل بونيس إيبارا
المترجم : وسام محمد جزر
مراجعة وتقديم جمال عبد الرحمن
دار النشر : المجلس الأعلى للثقافة
الطبعة : الأولى سنة 2005 م
عدد الصفحات : 224.
عن الكتاب
دائما ما يشير المؤرخون منذ القرن السادس عشر إلى المشكلة الموريسكية في الأدب. هذا وقد تمت دراسة هذه الأقلية انطلاقا من الرؤى المحافظة إلى درجة كبيرة، والتي يحكمها التعصب الديني وظاهرة كره الأجانب، وصولا إلــى الليبراليين ومرورا بأصحاب الفكر الماركسي والاقتصاديين. ويضعنا هذا الحدث أمام ظاهرة تطور الفكر الإسباني، على كل من الصعيدين الاجتماعي- السياسي والديني، موضحا نماذج المجتمع المختلفة التي سادت الحياة في إسبانيا. إن عرض أفكار المؤلفين الذين تمت دراستهم من خلال الاستشهاد لم يكن قرارا مبنيا على نزوة أو رغبة في لعب دور الحكم. كان من الممكن أن يخرج هذا العمل في عدد قليل من الصفحات ويدعم بقائمة مراجع مسهبة، إلا أنه كان سيضحى عملا مجمعا بسيطا مصحوبا بحاشية موجزة عن المؤلف. كنا سنفتقد السمات الفكرية الخاصة بكل عصر والتشكيلات النظرية والآراء المؤيدة والمعارضة لهذه الأقلية.
إن المضامين الثلاثة التى قسم إليها التاريخ الموريسكي تتميز بعدة سمات وموضوعات وآراء مسبقة وعمليات معقدة محددة تجعلهـا تختلف عن بعضها البعض. كل مؤلف يبنى فرضه على عدة وجهات نظر تعكس رؤيته حول إسبانيا والإسبان في القرن السدس عشر والزمن الذي يعيش فيه. ربما كان الملخص الموجز أكثر وضوحا، إلا أننا كنا سنفقد جزءا كبيرا من فكر وشخصية الكاتب إن التعريف المسلم دون براهين لن يعدو كونه مجرد رأى مطروق يشوه ويحد من حقيقة الأمر.
ويعد هذا البيان بمثابة فأس معجمية حول تأثير الإسلام في إسبانيا ووجوده في شبه الجزيرة الإيبيرية، والذي امتد لأكثر من 800 عام.
ولا يقتصر هذا على إخفاء حياة الموريسكيين في عصر الأندلس فحسب، بل لا يأخذ في الاعتبار حياتهم بعد فتح غرناطة، آخر إمارة إسلامية، عام 1492.
تزامنت المراحل الأخيرة من الاسترداد، أو إعادة الفتح المسيحي لإسبانيا الإسلامية، مع محاكم التفتيش، وهي مؤسسة داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أقرها التاج الإسباني وكانت تهدف إلى استئصال البدع التي تهدد الإيمان المسيحي في أيبيريا.
قبل سقوط غرناطة، ضمنت معاهدة غرناطة لعام 1491، التي وقعها فرديناند الثاني وإيزابيلا الأول ومحمد الثاني عشر ملك غرناطة، ظاهريًا حرية الدين ومنعت أي محاولة لإجبار الموريسكيين على التحول قسراً، مقابل الخضوع للتاج الإسباني. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ الاتفاق أبدا. بالنسبة للموريسكيين واليهود، الخاضعين حديثًا للحكام المسيحيين، كان هذا يعني في النهاية حملة تحويل قسري إلى الكاثوليكية، حيث أُجبر اليهود الذين رفضوا التحول إلى المنفى في عام 1492. وتعرض الموريسكيون لعمليات تطهير عديدة، بلغت ذروتها بالطرد النهائي في عام 1609. في عهد الملك فيليب الثالث، حتى أولئك الذين تحولوا اسميًا إلى الكاثوليكية.
فماذا حدث للموريسكيين الذين شهدوا بصمت مأساة محاكم التفتيش؟ كيف كانت حياتهم بعد أن تم تحويلهم قسراً؟