معلومات عن كتاب المغرب والبرتغال، أبحاث من الأرشيف البرتغالي
عنوان الكتاب : المغرب والبرتغال، أبحاث من الأرشيف البرتغالي
صاحب الكتاب : عثمان المنصوري
الطبعة :2017
مقتطف من كتاب المغرب والبرتغال، أبحاث من الأرشيف البرتغالي
حول ضرب النساء
يسرني أن أقدم للمهتمين بالمسألة النسائية هذه الوثيقة التي عثرت عليها ضمن الأرشيف البرتغالي المتعلق بقنصلية البرتغال بطنجة وهي عبارة عن رسالة بعثها القنصل البرتغالي جوزيف دانييل كولاصو، أصالة عن نفسه ونيابة عن قناصل دول أخرى مثل بريطانيا والنمسا والدانمارك إلى السلطان مولاي الحسن، وذلك بتاريخ مارس 1883. ويدور موضوع الرسالة حول ظاهرة ضرب النساء من طرف ولاة المخزن كعقاب على بعض المخالفات التي يقمن بها، وهي محررة بلغة ضعيفة تتخللها عبارات دارجة تحول دون فهم مضمونها لذلك ارتأيت أن أرفقها بهوامش توضيحية، وأن أقدم هذا التلخيص الموجز لمضمونها:بعث القناصل المذكورون إلى السلطان المغربي يذكرون له أنهم اعتمادا على ما هو معروف عنه من رجاحة عقل ورحمة وحب للخير يلتمسون منه أمر ولاة مخزنه بالتخلي عن عادة ضرب النساء المستحقات للعقوبة ويخبرونه أن الجرائد الأوربية تستغل هذه العادة للتشهير بالمغرب، وأن ضرب النساء أصبح عيبا عند الأوربيين. ويرجون منه أن يتأمل جيدا في كلامهم لأنه ناتج عن إخلاصهم وحبهم الخير للسلطان، وأنهم لا يعتقدون أن السلطان يقبل أو يرضى بذلك مطلقا لما هو معهود عنه من الشفقة والرأفة برعيته.
نص الرسالة:
إلى الحضرة الشريفة المولوية السلطان المعظم بالايالة المراكشية وغيرها. فالواضع المنسطر لدولة كريت ابريطن ونايب النيريال الأسطرية هنكرية ودينامارك والفلمنك، حيث متكل على وجود العاقل التام والرحمة والشفقة والخير من سيدنا الذي هو معروف لدى الخاص والعام وحيث لاشك لنا من صحيح مراده التام ليحيد كل ما يعد ويجلب يتخيل ويتوهم من جهة دول الأجناس من قبل ما يعمله الولاة بمراكشة المعينين من الجانب الشريف فيطلب بأمر من دولته بأن المخزن من العمال وغيرهم أن يتركوا ويتخلوا عن العادة لضرب النسا المترتب عليهن حجة فعلى كل حال يومروا بالتخلي عن ذلك وإبطاله فيكون في علم الجانب الشريف بأن الجوازيط" في هذه الأيام القريبة اشهرت وأذاعت مرارا كلاما في جميع بلدان الأجناس بما وقع من العصا للنسا بالدار البيضاء وغيرها وبلغ ذلك للدول ولرعاياهم ووقع في ذلك كلام كثير لا يناسب ذكره من حيث هذه العادة الناقصة الصادرة من ولاة هذه الايالة. وهذا الضرب للنسا قد كان في الزمان الفارط من بعض ايالة الأجناس وترك ذلك، إذ ذاك" يحصل منه غيار للقلوب ولا بقي يقبل من هذا الوقت. ويذكروا أن الدولة التي على هذا الوجه تضع المحبة التي الواضع مراده التام بقاءها بين سيدنا والدول التي هو نايب عنهم يطلب ويرجو من الله أن سيدنا يتأمل في هذا الكلام الذي ذكره ويلوح المعناه ويرجو أن يكون في صميم قلبه الشريف أنه خرج من قلب ناصح الذي غرضه في الخير لجانب الشريف فيطلب من جانب الشريف أن يأمر بما يليق باقتضاء نظره الشريف للولاة الذين هم وأشياخ بالتأخر والتخلي عن تلك العوايد التي يحصل منها الغيار للأجناس وينظروا فاعلها بعين الازدرا والنقص وهو ضرب النسا بازفل مطلقا كن مسلمات أو غيرهن فالواضع زعمه واقدمه على طلب ذلك على وجه المحبة لما يظن أن سيدنا من ورحمته ورأفته وحاشته" أن لا يرضى يقع للنسوة مطلقا مثل ذلك لما هو شفقتهمعهود من شفقته التامة».