تتباين تقديرات عدد سكان المغرب قبل الإستعمار عند بداية القرن التاسع عشر تباينا کبيرا. فالأرقام التي قدمها الأوربيون لتقدير سكان المغرب تتأرجح ما بين مليونين وما يقرب من 15 مليون من الأفراد. ويبين الجدول المثبت أسفله هذا التباين بشکل واضح.
وأولى التقديرات التي تکتسي نوعا من المصداقية هي التي ترجع إلى بداية القرن العشرين عندما قُدر عدد السکان بما يتراوح بين 4 و5 ملايين نسمة. وإذا افترضنا أن عدد السکان کان يميل إلى الاستقرار نتيجة المعدل المرتفع للولادات من جهة، والتآکل الذي تسببه المجاعات والأوبئة من جهة أخرى، فإنه بوسعنا أن نعتمد هذه الأرقام ونعتبرها صالحة لمعظم القرن التاسع عشر[1].
الجدول 1
تقديرات عدد السكان (1771 – 1825)
1771 | 2.000.000 |
1779 | 6.000.000 |
1787 | بين 5.000.000 و6.000.000 |
1791 | 6.000.000 |
1793 | 8.000.000 |
1805 | 5.336.000 |
1808 | 14.886.000 |
1823 | 8.500.000 |
1825 | بين 5.000.000 و6.000.000 |
تشکلت التركيبة السكانية للمغرب من مجموعة متجانسة نسبيا، تتكون من الأمازيغيين، السکان الأصليين للبلاد، والمستعربين الذين ينحدرون في غالبيتهم من الفئة الأولى. أما من الناحية الدينية فالأغلبية الساحقة من المغاربة تدين بالإسلام السني وتتبنى المذهب المالکي، في حين شکل اليهود أقلية دينية تمرکزت بالأساس في المدن. أما المسيحيون، وإذا استثنينا الثغور المحتلة من طرف الإسبان، فإن عددهم کان محدودا جدا وکان ينحصر في الأوربيين المقيمين بالمراسي، والأسرى، قبل تصفية القرصنة خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر. أما عند بداية القرن التاسع عشر فإن الجالية الأوربية بمدينة طنجة، وهي آنذاک مقر التمثيل القنصلي الغربي، کانت تتکون أساسا من عائلات القناصلة وموظفي القنصليات[2]. وبمدينة الصويرة کانت الساکنة الأوربية أقل أهمية، وکانت تضم نواب القناصلة وأسرهم وعددا محدودا من التجار.
وحتى بداية القرن العشرين کان جل سکان المغرب يعيشون بالبادية، في حين کانت نسبة الساکنة الحضرية تترواح بين 5 و 10 % لا غير[3]. وکان جزء کبير من سکان البادية يعيش في المناطق الجبلية[4]، کالريف وبلاد السوس[5]. بينما کانت السهول الأطلسية أقل کثافة بکثير من الأراضي الجبلية[6].
المصادر والمراجع
من مقال الأستاذ خالد بن الصغير بعنوان "المجتمع والدولة بالمغرب في بداية القرن التاسع عشر". أستاذ تاريخ المغرب المعاصر. كلية الأداب و علوم انسانية . جامعة محمد الخامس .الرباط. و اعتمد في مقاله على المراجع و المصادر التالية :
مصادر الجدول :
[1] د. نوان، الساكنة القروية بالمغرب، باريس، 1970،1، ص ) 30بالفرنسية (.
[2] ج. بوفا، رحلة إلى المغرب، لندن، 1810 ، ص 22 (بالإنجليزية) . في سنة 1816 كانت الجالية الفرنسية بطنجة تتكون من عشر عائلات )م ت ق، 24، الورقة 188-187).
[3] في سنة 1926 كان أكثر من % 90 من السكان لازالوا يعيشون بالبوادي. انظر ج. مارتان وآخرون (J. Martin et al.)، جغرافية المغرب، باريس، 1964 ، ص 58 ، 76 )بالفرنسية(.
[4] د. نوان، ن. م.، ص 13 .
[5] القادري ) عبد السلام بن عبد الله (، التحفة القادرية، مخ خ ع ر، ك 2321 ، 2 ، ص 103 .
[6] و. لامبريير، رحلة إلى المغرب، باريس، 1801، ص 84 – 85 )بالفرنسية (.