تحميل كتاب معتزلة البصرة وبغداد - رشيد الخيون pdf
مقتطف من الكتاب
ترك معتزلة البصرة وبغداد بصماتهم الخيرة في التاريخ الفكري والديني الإسلاميين. أقول هذا مع علمي أن هناك من الغضب عليهم ما يؤجج الصدور بنيران الكراهية. ثم إن تواريخ الملل والنحل محشوة بشتمهم وثلبهم، حتى اختصروا بمفردة المعطلة، وأبناء السبايا. ويصعب بمكان مقارنة ذلك الحضور المتقدم، قبل قرون من الزمن، مع ما يظهر - والبشرية تعدت القرن الثالث للميلاد - من انحسار في دور العقل، وتراجع عما كان في تلك القرون الغابرة، من ظهور جماعة مثل المعتزلة بمقالاتهم وأفكارهم، التي فتحت كوة من النور، ما زالت مثيرة للإعجاب، وتغري الأجيال بمنطقها العقلي.
لم تغب عن البال وصية المعتزلي عمرو بن بحر الجاحظ (ت 255ھ) للمؤلفين: «ينبغي لمن يكتب كتابة ألا يكتبه إلا على أن الناس كلهم له أعداء، وكلهم عالم بالأمور، وكلهم متفرغ له، ثم لا يرضى بذلك حتى يدع كتابه فلا، ولا يرضى بالرأي الفطير، فإن الابتداء الكتاب فتنة وعجبا، فإذا سكنت الطبيعة، وهدأت الحركة، وتراجعت الأخلاط، وعادت النفس وافرة، أعاد النظر فيه...
الكتاب : معتزلة البصرة وبغداد
المؤلف : رشيد الخيون
التصنيف : فكر وفلسفة
الناشر : مدارك
الطبعة الرابعة : يونيو (حزيران) 2011