عن كتاب تاريخ التعليم في الاندلس - محمد عبد الحميد عيسى
تاريخ التعليم في الاندلس يتناول طبيعة التعليم و تاريخها في حضارة الأندلس و جاء بقلم محمد عبد الحميد عيسى : ان النظام التعليمي لأمة من الأمم انما هو الأساس الذي تبنى عليه حضارتها ، ويساعد بفعالية في تطورها وارتقائها وبقائها، والاهتمام بالتعليم والعلوم ، وفتح الباب الاستقبال التيارات الثقافية ، والتأثر بها والتأثير فيها ، دون الذوبان في تيارها ، وعدم ضياع الشخصية الأصلية ، يساعد على الارتفاع بالمستوى الثقافي ، وعلى العكس من ذلك فان التعصب والانغلاق على أفكار معينة ، وعدم الأخذ والعطاء يؤدي الي الركود الفكري ، وعدم الابداع ، وما الى ذلك من عوامل ، تؤدي في النهاية الى الانهيار والفناء.
آن الأهمية العظمى الكامنة في دراسة تاريخ التعليم ، والتي لاتقل عن أهمية دراسة أي جانب من الدراسات الإنسانية ، هي التي ألحت على ودفعتني الى دراسته
أما بالنسبة للسر في اختيار تاريخ التعليم في الأندلس بالذات ، فدوافعى الكاتب اليه كما جاء في كتابه ترجع إلى عدة أسباب منها :
وفيق في
الحصول على ترشيح الدولة المصرية لي للدراسة في أسبانيا على منحة من منح التبادل
الثقافي المقدمة من الحكومة الأسبانية الى مصر ، ما استثنينا مجموعة المحاضرات
التي ألقاها المستشرق الاسباني الكبير حوليان ريبيرا في عام ۱۸۹۳ بجامعة سرقسطة .
أن دراساتي
خلال المرحلة الجامعية ، في كلية التربية بالقاهرة ، تؤهلني للتصدي لمثل هذا
الموضوع التاريخي ، والتربوي في نفس الوقت .
وقد واجهت من
الصعوبات في هذه الدراسة ، ما لم يخطر لي على بال أبدا ، رغم علمی مقدما ببعض
مشاكلها .*
فالدراسات
الاجتماعية عموما ، لم تجد الاهتمام الكافي ، الذي هي جديرة به ، وقليلة جدا الكتب
والمصادر ، التي يمكن أن تلقى ضوءا - ولو بسيطا - على حياة الرجل العادي ، وقليل
جدا ، ان لم يكن نادرا ، أن تجد مصدرا أو مؤرخا ، يصور لك حقيقة العلاقة الشخصية
أو الاقتصادية بين الناس .
وبالنسبة
لموضوع تاريخ التعليم ، فان ما خلفه المؤرخون قليل جدا، ضاع معظمه ، ولم يصل الينا
منه الا شذرات قليلة متفرقة ولا ينطبق هذا على أسبانيا الاسلامية فحسب ، وانما هو
يشمل العالم الاسلامی بأكمله ، فكما قلت : المؤلفات في هذا المجال قليلة جدا ،
ويقلل من أهمية أكثرها ، أنها نقلت عن بعضها ، أو تناولت نفس الموضوعات ، وغلبت
على هذه الكتب الاهتمامات الخلقية ، وما يجب أن يتحلى به العالم والتلميذ ،
وواجبات كل منهما ، ومسالة شرعية الأجر ، من الناحية الدينية .