معلومات عن الكتاب
موضوع الكتاب:
يتناول كتاب "العلاقات المغربية العثمانية في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين" العلاقة المعقدة والديناميكية بين المغرب والدولة العثمانية في فترة زمنية حساسة شهدت تحولات كبرى على مستوى العالم الإسلامي. رغم أن المغرب لم يكن يوماً جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، إلا أن تأثيرها كان واضحاً في نمط الحكم والإدارة داخل المملكة، خاصة خلال عهد السعديين. الكتاب يسلط الضوء على كيفية استعارة المغاربة للعديد من الطقوس والبروتوكولات العثمانية، سواء في التنظيمات العسكرية أو الإدارية، وكيف تأثرت نخبة الحكم المغربية، المعروفة باسم "المخزن"، بالتنظيمات العثمانية. من خلال هذا التأثر، تمكن المغاربة من ترسيخ دعائم الدولة السعدية بمساعدة خبراء وعسكريين من الدولة العثمانية، مما ساهم في تطوير تشريعاتها وتعزيز قوتها العسكرية والإدارية.
وفي سياق تحليله للعلاقات المغربية العثمانية، يشير الكتاب إلى أن هذه العلاقة لم تقتصر فقط على التأثيرات الشكلية، بل تعدتها لتشمل جوانب استراتيجية وسياسية. الباحث كركيش يؤكد في كتابه أن المغرب كان واعياً بأهمية الانفتاح على الإمبراطورية العثمانية للاستفادة من تجربتها الطويلة في الحكم والإدارة. وقد بذل المؤلف جهداً كبيراً في استكشاف وتحليل هذه العلاقات، محاولاً تقديم أجوبة دقيقة لأسئلة شائكة تحيط بطبيعة هذه العلاقة وتأثيراتها على المغرب.
على الرغم من قلة الكتب والإصدارات التي تتناول هذا الموضوع، يشدد الكتاب على أهمية الأعمال السابقة التي كتبها مؤرخون مغاربة مثل عبد الرحيم بنحادة وعبد الحفيظ الطبايلي ومصطفى الغاشيي وغيرهم، حيث تمحورت أعمالهم حول العلاقات المغربية العثمانية في الفترات الحديثة. ومع ذلك، يبرز الكتاب أهمية استكمال هذه الدراسات، خاصة فيما يتعلق بالقرن التاسع عشر الذي شهد تحولات جذرية في العالم الإسلامي، حيث تعمقت العلاقات الثنائية بين المغرب والدولة العثمانية. في النهاية، يعكس الكتاب أهمية هذا التحليل في ضوء الدور التركي الصاعد في الساحة السياسية والاجتماعية في الوقت الراهن، وما يمكن أن يستفيده المغرب من هذه التحولات.