معلومات عن الكتاب
موضوع الكتاب
قرر الملك جواو الأول، بعد تفكير طويل، غزو المغرب، وكانت مدينة سبتة الهدف الأول لهذه الحملة. إذ كانت السيطرة على سبتة تمثل خطوة استراتيجية لقطع إمدادات السفن المغربية التي كانت تهدد السواحل البرتغالية والإسبانية، فضلاً عن أنها كانت مركزًا تجاريًا هامًا يربط العالم الإسلامي بجزر الهند الشرقية.
بدأت الحملة بتجهيز الجيش والأسطول بسرية تامة، حيث تكفل الملك بتمويل الحملة من ماله الخاص للحفاظ على السرية. وفي 23 يونيو 1415، غادر الأسطول العاصمة لشبونة متجهًا نحو سبتة، رغم تفشي الطاعون فيها. ومع وصول الأسطول إلى قرب سبتة، تم إنزال الجنود بشكل مفاجئ، مما أربك الدفاعات المغربية التي لم تكن مستعدة لمواجهة هذا الهجوم الكبير.
بعد الاستيلاء على سبتة، أصدر الملك جواو الأول أوامره بإعادة معظم الجنود إلى البرتغال، تاركًا حامية من ثلاثة آلاف جندي بقيادة بيدرو دي مينيسيس لحماية المدينة. وعلى الرغم من محاولات المغاربة لاستعادة المدينة بعد ثلاث سنوات، إلا أن الحامية البرتغالية، المدعومة من أسطول قوي، تمكنت من الصمود.
الأمير هنريكي، أحد أبناء جواو الأول، كان له دور محوري في هذا الغزو، حيث اعتبر فتح سبتة بداية لعصر جديد في تاريخ البرتغال. وبدلاً من التفكير في الزواج أو حياة القصر، كرس حياته لتخطيط الحملات العسكرية والاستكشافات البحرية، ما أكسبه لقب "الملاح".
مع مرور السنوات، بدأت التحديات الاقتصادية تظهر بشكل واضح. خلف الملك دوارتي والده على العرش، ولم تدم فترة حكمه إلا خمس سنوات، ولكنه أدرك أن احتلال سبتة قد أصبح عبئًا اقتصاديًا على البرتغال. فقدت المدينة أهميتها التجارية، وأصبحت تكاليف الحفاظ عليها مرتفعة. من هنا، بدأ التفكير في توسيع السيطرة إلى مدينة طنجة لتعزيز مكانة البرتغال في المنطقة، خاصة مع تزايد الأطماع القشتالية في المغرب.
وفي عام 1437، قاد الأميرين هنريكي وفرناندو حملة عسكرية للاستيلاء على طنجة، ولكنها انتهت بفشل كبير. وقع الجيش البرتغالي في خطأ استراتيجي عندما عسكر بعيدًا عن الساحل، مما جعل الأسطول عاجزًا عن تقديم الدعم اللازم. استمرت المعركة سبعة وثلاثين يومًا، وفي النهاية اضطر البرتغاليون للاستسلام، حيث وقع الأمير فرناندو في الأسر وبقي محتجزًا لدى المغاربة حتى يتم تسليم سبتة.
تبقى قصة الغزو البرتغالي للمغرب وتأثيراتها الدائمة جزءًا مهمًا من تاريخ المنطقة. الكتاب "وثائق ودراسات عن الغزو البرتغالي ونتائجه" لأحمد بوشرب يقدم نظرة معمقة على هذه الفترة التاريخية، موضحًا تعقيدات الصراع وتأثيره على العلاقات بين المغرب والبرتغال. إذا كنت مهتمًا بفهم أعمق لهذه الحقبة، فإن هذا الكتاب سيكون إضافة قيمة لمكتبتك.