المراد بلفظ المغرب هو كل ما يقابل المشرق من بلاد، أي ما يقع إلى غرب عاصمة الدولة العربية الإسلامية. وحدد أبن عذاري بلاد المغرب الإسلامي من ضفة النيل بالإسكندرية إلى مدينة سلا. وقد عرفت بلاد المغرب منذ أقدم العصور بأسماء متعددة، إذ أطلق الفينيقيون على السكان الذين سكنوا حول مدنهم طاقة (أوتيكا) والقرطاجيون اسم (أفري). وعنهم أخذها اليونان فأطلقوها على جميع سكان المغرب ابتداء من غرب مصر حتى بحر الظلمات. ومنها اشتق إسم (أفريقية) أي بلاد الأفري. ثم أخذ مدلول هذه اللفظة في الاتساع ليتماشى مع اتساع نفوذ الغزاة الرومان حتى شمل بلاد المغرب معظمها.
وعندما انطلقت الحملة العربية الإسلامية ووطأت البلاد المغرب أطلقت لفظة (أفريقية) للدلالة على جميع الأقاليم التي مما يلي إقليم طرابلس غربا. وقد كتب والي مصر عمرو بن العاص كتابا إلى الخليفة عمر بن الخطاب بعد دخول مدينة طرابلس يستأذنه فيه بمواصلة الزحف غربا وجاء فيه "لقد بلغنا طرابلس وبينهما وبين أفريقية تسعة أيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لنا في غزوها فعل". ثم تحدد مدلولها لتعني الإقليم الذي نشأت فيه فيما بعد مدينة القيروان.
هذا وقد وضع المؤرخون والجغرافيون مصطلحا جديدا لبلاد المغرب إذ بني على تقسيمه إلى ثلاثة أقسام وهمية، أي مجرد معلومة يتناقلونها بدون وضع حدود طبيعية إضافية بين تلك الأقسام. وجاء التقسيم بحسب قربها أو بعدها عن عاصمة الدولة العربية الإسلامية .
1. تعريف المغرب الأدنى: وهو أول أقاليم المغرب الإسلامي، وأقربها إلى مركز الخلافة الإسلامية، سواء أكانت العاصمة المدينة المنورة أم دمشق أو بغداد. ويمتد هذا الإقليم من مدينة طرابلس حتى مدينة بجاية غربا، وقاعدة هذا الإقليم مدينة القيروان في عهد تأسيسها وعهد حكم الأغالبة، ثم المهدية أيام حكم الفاطميين ثم مدينة تونس منذ عهد الحفصيين إلى يومنا هذا.
2. تعريف المغرب الأوسط: وسمي بالأوسط لكونه يتوسط المغربين الأدنى والأقصى، وحدود هذا الإقليم من بجاية حتى وادي ملوية وجبال تازة، وقاعدته مدينة تلمسان. وكانت عاصمة المغرب الأوسط تباعا حسب الأسر الحاكمة، إذ كانت تاهرت في عهد الدولة الرستمية والتي كانت من الخوارج الإباضية، ثم انتقلت العاصمة إلى مدينة تلمسان غربا أيام دولة بني عبد الواد أو بني زيان في القرن السابع الهجري.
3. تعريف المغرب الأقصى: ويمتد هذا الإقليم من وادي ملوية حتى مدينة أسفي، على ساحل بحر الظلمات. وعاصمة المغرب الأقصى تناوبت بين فاس أيام الأدارسة ، والتي أسست عام 172ه، ثم جاء المرابطون فأسسوا مدينة مراكش، واتخذوها عاصمة لهم، وتبعهم الموحدون على ذلك.