دخل المغرب عصر الولاة بنهاية ولاية موسی بن نصير الذي انتهت فيه فترة الفتح بالمغرب، ويطلق المؤرخون مصطلح "عصر الولاة" عادة على الفترة الممتدة من نهاية الفتح الإسلامي إلى ثورة البربر سنة 122هـ . وقد أصبح المغرب خلال عصر الولاة ولاية في التقسيم الإداري الأموي مستقلة عن ولاية مصر وخضع لسياسة خاصة من طرف الولاة الأمويين، وكانت قاعدته هي القيروان بإفريقية.
لقد تعاقب على ولاية إفريقية والمغرب الأمويين في هذه الفترة عدد من الولاة العرب وهم :
- محمد بن يزيد القرشي المخزومي (97-99ھ/715-719) : الذي انتقم من آل موسی بن نصير ونكل بهم وصادر أموالهم تنفيذا لأوامر الخليفة الأموي.
- إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر (100-101 هـ/719-721) : الذي اجتهد في دعوة البربر إلى الإسلام، رغم قصر مدة حكمه، وخلا عهده من التجاوزات والمظالم. كان هذا في عهد خليفة الدولة الأموية عمر بن عبد العزيز الذي كان ضد فكرة التوسع و اخداع الشعوب للاسلام بالسيف. كما ان اسماعيل كان حفيذ أبي المهاجر دينار الذي كانت له سيرة حسنة بليونته مع البربر.
- يزيد بن أبي مسلم (101-102 هـ/721-722) : كان من موالي الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان كاتبا له بالعراق، ورغم قصر مدة حكمه أيضا فقد أساء السيرة و وشم لحراسه كويا، فانتقم منه حرسه الخاص وقتلوه.
- محمد بن أوس الأنصاري (103-102 هـ/723-724) : بعد مقتل الوالي يزيد بن أبي مسلم قدم هذا الوالي باختيار من أهل القيروان حتى يأتي أمر الخليفة.
- بشر بن صفوان الكلبي (103-109ه/723-728): ولاه يزيد بن عبد الملك، وأقره هشام.
- عبيدة بن عبد الرحمن السلمي القيسي (110-114 ه/733-729).
- عبيد الله بن الحبحاب (116-122 ه) : في عهده كثرت الاضطرابات، وعليه قامت ثورة البربر.
- کلثوم بن عياض القشوري (124-123 م) : كلفه الخليفة الأموي بالقضاء على ثورة البربر، فجاء على رأس جيش ضخم، استطاع به قمع الثورة بإفريقية، لكنه سرعان ما توفي سنة 124ه.
- حنظلة بن صفوان الكلبي (127-124 م) : تابع قمع الثورة بإفريقية حتى قضى عليها، وهو آخر ولاة بني أمية بإفريقية.
أما على مستوى معاملة السكان فباستثناء إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر الذي كان واليا في عهد عمر بن عبد العزيز واتسمت سيرته بمراعاة قواعد الإسلام، فالولاة والعمال الامويين الباقون مارسوا أنواعا من الظلم خاصة العسف الجبائي، وذلك ما سرع من وتيرة الاجتحاح التي أدت إلى اندلاع ثورة البربر سنة 122 /740م، والتي كانت ثورة عارمة انطلقت من إقليم طنجة ثم نهاية عصر الولاة.
اعتبر بهذا عصر الولاة هو الفترة التي تقع بين انتهاء الفتوحات الإسلامية لبلاد المغرب سنة 85 هجرية، وبين وظهور أول دولة مستقلة عن الخلافة العباسية.
لم ينته عصر الولاة الأمويين في جزء من أجزاء المغرب في وقت واحد :
- ففي المغرب الأقصى (المغرب الحالي) ينتهي سنة 124 بقيام الإمارة البرغواطية. ثم الإمارات التي تلتها.
- وفي المغرب الأوسط (الجزائر) ينتهي سنة 164م بقيام الإمارة الرستمية الإباضية.
- في إفريقية (تونس) ينتهي سنة 184م بقيام دولة الأغالبة السنية.
- رغم ثورات البربر وانفصال أجزاء شاسعة من المغرب عن الدولة الأموية ثم العباسية فإن البلاد ظلت متشبتة بالإسلام، وبه دفعت ظلم الولاة.
- انتشر في البلاد مذهب الخوارج بصيغته الصفرية والإباضية، لأن الخوارج كانوا يدعون إلى المساواة والزهد.
- لم تنجح ثورات البربر في إقرار بنية سياسية قوية وموحدة، بل سرعان ما تلاشی أثرها. لكنها مهدت لبروز امارات مستقلة رسخت الاسلام في بلاد المغرب.
موضوع عن ثورة البربر :
ثورة البربر بزعامة ميسرة المطغري
مواضيع عن الامارات التي نشأة بعد الفتح و قبل المرابطين:
إمارة الخوارج الصفرية بني مدرار بسجلماسة
إمارة بني صالح في نكور (79ه -410م/698-1019م)
-أبي العباس أحمد بن محمد بن عذاري - البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس و المغرب , المجلد الثالث, الطبعة الأولى , دار الغرب الإسلامي , تونس , 2013.
-أحمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول
-احمد عزاوي - مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي , الجزء الأول , الطبعة الثالثة , rabat net maroc , الرباط , 2012.
-محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.